الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ} (29)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعني التف أمر الدنيا بالآخرة، فصار واحدا كلاهما.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك؛

فقال بعضهم: معنى ذلك: والتفّت شدّة أمر الدنيا بشدّة أمر الآخرة.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: التفّت ساقا الميت إذا لفتا في الكفن.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: التفاف ساقي الميت عند الموت.

وقال آخرون: عُنِيَ بذلك يبسهما عند الموت.

وقال آخرون: معنى ذلك: والتفّ أمر بأمر.

وقال آخرون: بل عنى بذلك: والتفّ بلاء ببلاء.

وأولى الأقوال في ذلك بالصحة عندي قول من قال: معنى ذلك: والتفّت ساق الدنيا بساق الآخرة، وذلك شدّة كرب الموت بشدّة هول المطلع، والذي يدّل على أن ذلك تأويله، قوله:"إلى رَبّكَ يَوْمَئِذٍ المَساقُ"، والعرب تقول لكلّ أمر اشتدّ: قد شمرّ عن ساقه، وكشف عن ساقه.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

المراد بقوله: {والتفت الساق بالساق} أي التفت شدة مفارقة الدنيا ولذاتها وشدة الذهاب، أو التفت شدة ترك الأهل، وترك الولد، وترك المال، وترك الجاه، وشدة شماتة الأعداء، وغم الأولياء، وبالجملة فالشدائد هناك كثيرة، كشدة الذهاب إلى الآخرة والقدوم على الله، أو التفت شدة ترك الأحباب والأولياء، وشدة الذهاب إلى دار الغربة.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ} (29)

{ والتفت الساق بالساق } التفت ساقاه لشدة النزع وقيل تتابعت عليه الشدائد

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ} (29)

" والتفت الساق بالساق " أي فاتصلت الشدة بالشدة ، شدة آخر الدنيا بشدة أول الآخرة . قاله ابن عباس والحسن وغيرهما . وقال الشعبي وغيره : المعنى التفت ساقا الإنسان عند الموت من شدة الكرب . وقال قتادة : أما رأيته إذا أشرف على الموت يضرب إحدى رجليه على الأخرى . وقال سعيد بن المسيب والحسن أيضا : هما ساقا الإنسان إذا التفتا في الكفن . وقال زيد بن أسلم : التفت ساق الكفن بساق الميت . وقال الحسن أيضا : ماتت رجلاه ويبست ساقاه فلم تحملاه ، ولقد كان عليهما جوالا . قال النحاس : القول الأول أحسنها . وروى علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس : " والتفت الساق بالساق " قال : آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة ، فتلتقي الشدة بالشدة إلا من رحمه الله ، أي شدة كرب الموت بشدة هول المطلع .

والدليل على هذا قوله تعالى : " إلى ربك يومئذ المساق " وقال مجاهد : بلاء ببلاء . يقول : تتابعت عليه الشدائد . وقال الضحاك وابن زيد : اجتمع عليه أمران شديدان : الناس يجهزون جسده ، والملائكة يجهزون روحه ، والعرب لا تذكر الساق إلا في المحن والشدائد العظام ، ومنه قولهم : قامت الدنيا على ساق ، وقامت الحرب على ساق . قال الشاعر :

وقامت الحرب بنا على ساق{[15640]}

وقد مضى هذا المعنى في آخر سورة " ن والقلم{[15641]} " . وقال قوم : الكافر تعذب روحه عند خروج نفسه ، فهذه الساق الأولى ، ثم يكون بعدهما ساق البعث وشدائده : " إلى ربك " أي إلى خالقك " يومئذ " أي يوم القيامة " المساق " أي المرجع . وفي بعض التفاسير قال : يسوقه ملكه الذي كان يحفظ عليه السيئات . والمساق : المصدر من ساق يسوق ، كالمقال من قال يقول .


[15640]:صدر البيت: * صبرا أمام إنه شر باق *
[15641]:راجع جـ 18 ص 248.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ} (29)

{ والتفت الساق بالساق } هذا عبارة عن شدة كرب الموت وسكراته أي : التفت ساقه على الأخرى عند السياق وقيل : هو مجاز كقوله : كشفت الحرب عن ساقها إذا اشتدت ، وقيل : معناه ماتت ساقه فلا تحمله وقيل : التفت أي : لفها الكافر إذا كفر وفي قوله : { الساق والمساق } ضرب من ضروب التجنيس .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ} (29)

{ والتفت الساق } أي هذا النوع { بالساق * } أي انضمت إليها واتصلت بها-{[70288]} ودارت إحداهما بالأخرى فكانتا كالشيء الواحد ، وهو كناية عن الموت لأن المشي لا يكون إلا {[70289]}مع انفصال{[70290]} إحدى الساقين عن الأخرى ، أو عن اشتداد الأمر جداً وبعده عن الخلاص ، فإن العرب لا تذكر الساق في مثل هذا السياق إلا في أمر شديد مثل " شمر عن ساق " وإذا اشتد حراب المتحاربين : " دنت{[70291]} السوق بعضها من بعض " فلا افتراق إلا عن موت أحدهما أو أشد من موته من هزيمته{[70292]} ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما{[70293]} أنه كناية عن اختلاط شدة آخر الدنيا بشدة أول الآخرة ، وجواب إذا محذوف تقديره : زال تعلقه الذي كان بالدنيا وحبه لها وإعراضه عن الآخرة .


[70288]:زيد من ظ و م.
[70289]:من ظ و م، وفي الأصل: بالانفصال من.
[70290]:من ظ و م وفي الأصل: بالانفصال من.
[70291]:من ظ وم، وفي الأصل: رنت.
[70292]:من ظ و م، وفي الأصل: هزيمة.
[70293]:راجع البحر المحيط 8/390.