الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَاْيۡءٍ إِنِّي فَاعِلٞ ذَٰلِكَ غَدًا} (23)

تفسير الإمام مالك 179 هـ :

عن مالك: إن قول الله تعالى: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا* إلا أن يشاء الله}: إنه إنما قصد بذلك ذكر الله عند السهو والغفلة، وليس باستثناء...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وهذا تأديب من الله عزّ ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم عهد إليه أن لا يجزم على ما يحدث من الأمور أنه كائن لا محالة، إلا أن يصله بمشيئة الله، لأنه لا يكون شيء إلا بمشيئة الله.

وإنما قيل له ذلك فيما بلغنا من أجل أنه وعد سائليه عن المسائل الثلاث اللواتي قد ذكرناها فيما مضى، اللواتي إحداهنّ المسألة عن أمر الفتية من أصحاب الكهف أن يجيبهم عنهنّ غد يومهم، ولم يستثن، فاحتبس الوحي عنه فيما قيل من أجل ذلك خمس عشرة، حتى حزنه إبطاؤه، ثم أنزل الله عليه الجواب عنهنّ، وعرف نبيه سبب احتباس الوحي عنه، وعلّمه ما الذي ينبغي أن يستعمل في عِدَاته وخبره عما يحدث من الأمور التي لم يأته من الله بها تنزيل، فقال:"وَلا تَقُولَنّ" يا محمد "لِشَيْءٍ إنّي فاعِلٌ "ذلك غَدا كما قلت لهؤلاء الذين سألوك عن أمر أصحاب الكهف، والمسائل التي سألوك عنها، سأخبركم عنها غدا "إلاّ أنْ يَشاءَ اللّهُ". ومعنى الكلام: إلا أن تقول مع: إن شاء الله، فترك ذكر تقول اكتفاء بما ذكر منه، إذ كان في الكلام دلالة عليه...

وقوله: "وَاذْكُرْ رَبّكَ إذَا نَسِيتَ" اختلف أهل التأويل في معناه؛

فقال بعضهم: واستثن في يمينك إذا ذكرت أنك نسيت ذلك في حال اليمين...قال: بلغني أن الحسن، قال: إذا ذكر أنه لم يقل: إن شاء الله، فليقل: إن شاء الله.

وقال آخرون: معناه: واذكر ربك إذا عصيت...

وأولى القولين في ذلك بالصواب، قول من قال: معناه: واذكر ربك إذا تركت ذكره، لأن أحد معاني النسيان في كلام العرب الترك...

وقوله: "وَقُلْ عَسَى أنْ يَهْدِينِ رَبّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدا" يقول عزّ ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم: قل: ولعلّ الله أن يهديني فيسدّدني لأسدّ مما وعدتكم وأخبرتكم أنه سيكون، إن هو شاء.

وقد قيل: إن ذلك مما أُمر النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يقوله إذا نسي الاستثناء في كلامه، الذي هو عنده في أمر مستقبل مع قوله: إن شاء الله، إذا ذكر...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا}... الخطاب... نهيٌ (عن عِدَةٍ لا) يُسْتَثْنَى فيها. وقاس بعض الناس الأيمان على العدات، فيقول: إذا حلف فإنه يلزمه أن يستثني فيها. وذلك فاسد لأن الأيمان تخرج على تعظيم الرب وإجلاله، فلا يجوز أن يؤمر بالثُّنْيَا فيها، لأن الثُّنْيَا نَقْضُ ذلك التعظيم...

وأما العِدَة فإنما هي إضافة الفعل إلى نفسه، وهو لا يملك حقيقته لذلك أمر أن يلحق الثنيا فيه لئلا يلحقه الخُلْفُ في الوعد... وفي قوله: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا} {إلا أن يشاء الله} دلالة أن لا يكون شيء إلا بمشيئة الله حين ندبه إلى الثُّنْيا. ثم إذا خرج على غير ما وعد، يلحقه الخُلْفُ في الوعد، دلَّ أنه قد شاء ذلك، وأنه إذا لم يشأ شيئا لم يكن... وجائز أن يكون المراد بهذا الخطاب غير النبي، وهو الأشبه، لما لا يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم يَعِدُ عِدَةً، ولا يذكر الثنيا لما لا يعرف ألا يكون شيء إلا بمشيئة الله وإرادته. وأما غير النبي فجائز ألا يعرف ذلك. لذلك كان غيره أولى بما يخرج منه على التعريف لهم أو للتعليم...

{واذكر ربك إذا نسيت} هذا يحتمل وجهين:

أحدهما {واذكر ربك إذا نسيت} أي إذا ذكرته بعد ما نسيته فاذكره كقوله {وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم لظالمين} (الأنعام: 68) فعلى ذلك هذا.

والثاني {واذكر ربك إذا نسيت} أي: اذكر الثُّنيَا في آخر الكلام {إذا نسيت} في أوله، أعني الثُّنيا. إذ المستحب أن يستثني في أول كلامه على التَّبَرُكِ كقوله {وإنا إن شاء الله لمهتدون} (البقرة: 70) استثنوا أولا ثم وعدوا. فهو المستحب. فكأنه قال: {واذكر ربك} الثنيا في آخر كلامك {إذا نسيت} في أوله... {وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا} قال بعضهم: إن {وقل عسى أن يهدين ربي} الآية هي أوضح على دلالة رسالتي وآخَذُ مما تسألونني من أمر أصحاب الكهف؛ لأنهم كانوا يسألونه عن خبرهم، فيستدلون على رسالته وصدقه، ويقول: {قل إنني هداني ربي} الآية {الأنعام: 161) على دلالة رسالتي التي هي أوضح مما تسألونني وآخذ للقلوب، إذ كانت له آيات حسيات على رسالته. وقال الحسن: قوله {وقل عسى} عسى من الله واجب؛ أي قد هداني ربي الرشد والصواب. وأما غيره من أهل التأويل فيقولون: إنه وعد لأولئك أن يخبرهم إذا عما يسألون، وقال: {عسى أن} يرشدني ربي لأسرع من هذا الميعاد الذي وعدت، والله أعلم...

أحكام القرآن لإلكيا الهراسي 504 هـ :

وكأن الله سبحانه أدب رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: {ولاَ تَقُولَنَّ لشيءٍ إني فاعلٌ ذلكَ غداً إلا أن يشاءَ اللهُ}، أي كن متذكراً للعوائق، وناظراً في العواقب، ولعل عائقاً يعترض دون مرامك، فردد القول فيما لا يعلمه، لئلا يجري ما ينسب فيه إلى خلف في القول عرفاً...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان نهيه عن استفتائهم موجباً لقصر همته على ربه سبحانه فكان من المعلوم أنه إذا سئل عن شيء، التفتت نفسه إلى تعرفه من قبله، فربما قال لما يعلم من إحاطة علم الله سبحانه وكرمه لديه: سأخبركم به غداً، كما وقع من هذه القصص، علمه الله ما يقول في كل أمر مستقبل يعزم عليه بقوله تعالى: {ولا تقولن لشيءٍ} أي لأجل شيء من الأشياء التي يعزم عليها جليلها وحقيرها، عزمت على فعله: عزماً صادقاً من غير تردد وإن كنت عند نفسك في غاية القدرة عليه: {إني فاعل ذلك} أي الشيء وإن كان مهماً {غداً} أي فيما يستقبل في حال من الأحوال.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

إن كل حركة وكل نأمة، بل كل نفس من أنفاس الحي، مرهون بإرادة الله. وسجف الغيب مسبل يحجب ما وراء اللحظة الحاضرة؛ وعين الإنسان لا تمتد إلى ما وراء الستر المسدل؛ وعقله مهما علم قاصر كليل. فلا يقل إنسان: إني فاعل ذلك غدا. وغدا في غيب الله وأستار غيب الله دون العواقب...

وليس معنى هذا أن يقعد الإنسان، لا يفكر في أمر المستقبل ولا يدبر له؛ ... فليفكر الإنسان وليدبر؛ ولكن ليشعر أنه إنما يفكر بتيسير الله، ويدبر بتوفيق الله، وأنه لا يملك إلا ما يمده الله به من تفكير وتدبير. ولن يدعو هذا إلى كسل أو تراخ، أو ضعف أو فتور؛ بل على العكس يمده بالثقة والقوة والاطمئنان والعزيمة. فإذا انكشف ستر الغيب عن تدبير لله غير تدبيره، فليتقبل قضاء الله بالرضى والطمأنينة والاستسلام. لأنه الأصل الذي كان مجهولا له فكشف عنه الستار...

هذا هو المنهج الذي يأخذ به الإسلام قلب المسلم. فلا يشعر بالوحدة والوحشة وهو يفكر ويدبر. ولا يحس بالغرور والتبطر وهو يفلح وينجح. ولا يستشعر القنوط واليأس وهو يفشل ويخفق. بل يبقى في كل أحواله متصلا بالله، قويا بالاعتماد عليه، شاكرا لتوفيقه إياه، مسلما بقضائه وقدره. غير متبطر ولا قنوط...

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

وتتجلى في هذه الآية رحمة الله بالمحبوب محمد صلى الله عليه وسلم فلم يرد سبحانه وتعالى أن يصدم رسوله بمسألة المخالفة هذه، بل أعطاه ما أراد، وأجابه إلى ما طلب من مسألة أهل الكهف، ثم في النهاية ذكره بهذه المخالفة في أسلوب وعظ رقيق: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله}.

وقد سبق أن ذكرنا أنه صلى الله عليه وسلم حينما سأله القوم عن هذه القصة قال: سأجيبكم غداً ولم يقل: إن شاء الله. فلم يعاجله الله تعالى بالعتاب، بل قضى له حاجته، ثم لفت نظره إلى أمر هذه المخالفة، وهذا من رحمة الله برسوله صلى الله عليه وسلم.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

كيف يواجه المؤمن المستقبل؟ وكيف يفكر في المشاريع العملية التي يريد أن يقوم بها في دائرته؟ ربما كان من الطبيعي أن يخطط له في ما يحتاج إليه من وسائل وظروفٍ وشروط ومواقع، لأن ذلك هو الأساس في أيّ عمل له مقدمات تتحرك نحو النتائج. ولكن هل يعتبر المسألة حاسمةً عندما يستكمل ذلك كله في التخطيط أو في التحضير، أم لا بد له من أن يبقى في مرحلة الانتظار للمفاجآت والمتغيرات التي يمكن أن تجمِّد المشروع، أو تقلب الأمور رأساً على عقب؟ ربما يختار البعض الموقف الأول، لأن ذلك هو السبيل للانفتاح على الواقع والحياة التي أودع الله فيها سننه الكونية والعملية التي تخضع الحركة لقانون السببية، الذي يربط المسببات بأسبابها والنتائج بمقدماتها، ما يجعل من النتائج أوضاعاً حاسمة فيما إذا استجمعت القضية شروطها الموضوعية وأسبابها الطبيعيّة، ولولا ذلك لتعطّل الجهد عن التحرك نحو الأشياء من موقع الإرادة الحاسمة. وقد يرى هذا البعض أن هذا الاتجاه يمنع الخطوات من الاهتزاز، والوعي من حالة القلق، ويؤدي بالتالي إلى مواجهة الحياة من موقع القوّة. إلاّ أن للقرآن أسلوباً آخر في المسألة، فهو لا يمنع الارتباط بقانون السببيّة، ولكنه يريد للإنسان أن يعي وراء ذلك السبب الأعمق للأشياء، الذي يمكن أن يمحو ويثبت ويغيِّر ويبدِّل بحسب مشيئته المهيمنة على الكون كله. ولذلك فإن سببيّة أيّ شيء لشيء لا يفرض حتمية المسبّب، لأن مشيئة الله، إذا جاءت على خلاف ذلك، كانت الغالبة على الأسباب من خلال ما تفرضه وتقتضيه. ولهذا جاءت هذه الآية التي توحي بالعقيدة الصافية في المسألة الإلهيّة، في الدائرة التي يتحرك فيها علم الإنسان وإرادته، أمام الدائرة التي يتعلق بها علم الله وإرادته، فإن الإنسان قد يعلم شيئاً من الأسباب، ولكنه لا يحيط بكثير منها، لا سيَّما الأسباب الخفية، كما أن إرادته لا تحيط بكل مواقع المستقبل، بينما يملك الله علم كل شيء، ويتصل الحاضر والمستقبل بإرادته ومشيئته. حصول ما في الغد متعلّق بمشيئة الله {وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ} فإن ذلك هو الذي يضع الأشياء في مواقعها الطبيعية من حركة السنن الكونية في مسيرة الإنسان الذي يمتلك قدرةً محدودةً في ما يتصل بوجود الأشياء، ولكن هناك عناصر أخرى للسببيّة كامنةً في الزمان والمكان والأشخاص الآخرين، لا يملك الإنسان معرفتها لفقدان الأدوات التي تقوده إلى ذلك، كما لا يملك السيطرة عليها لأنها لا تتصل باختياره. ولكن الله يعلم الغيب كله، ويحيط بالمستقبل كله من خلال إحاطته بالحياة كلها، فهو الذي يملك منها ما لا يملكه أحد، ويهيمن على حركتها بما لا يهيمن عليها أحد، ولذلك كان تعليق الفعل بمشيئته انسجاماً مع الطبيعة الواقعية للقدرات المحدودة لدى الإنسان، ومع العقيدة الإيمانية بقدرة الله المطلقة. وقد نستطيع توضيح المسألة في طبيعة العمل الإنساني المستقبلي من خلال حركته في الحاضر، بدراسة الموضوع في نطاقه الواقعي في الحياة، بعيداً عن مسألة الإيمان وعدمه، فإن الذين يفكرون مادياً، لا يمانعون من إمكانية حدوث ظروفٍ موضوعيةٍ ومتغيراتٍ مستقبليةٍ، لم تكن موجودةً في الخطة الواقعية السابقة للمشروع المستقبلي عند التخطيط له، كما لا يستبعدون عدم الاطلاع في الحاضر على بعض الزّوايا الخفية المتصلة ببعض جوانب المشروع، لأن القائمين على أيّ مشروعٍ فرديٍ أو جماعيٍ، لا يملكون الإحاطة بالواقع كله وبالزمن كله، الأمر الذي يفرض تعليق النتائج الحاسمة على عدم حدوث متغيراتٍ مانعةٍ، أو عدم انكشاف جوانب مضادّة. وبذلك نعرف أن التعليق على مشيئة الله لا يمثل حالة اهتزازٍ في ثبات الموقف، أو انحرافٍ عن موقع الثقة بالنفس، بل يمثل انسجاماً مع طبيعة السنن الكونية للحياة التي يلتقي المؤمنون والكافرون على الإيمان بها، وإن اختلفوا في السبب الأعمق الذي يكمن خلفها، فالمؤمن يعيش معه الشعور برعاية الله للحياة كلها ضمن نظامٍ دقيقٍ حكيمٍ، بينما يعيش الكافر الشعور بالضياع أمام الغموض المطلق الذي يلف وجود الكون. ذكر الله في حال النسيان {وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} لأن ذلك هو الذي يحفظ لك خط التوازن في الموقف، ويعينك على مواجهة الواقع من موقع المسؤولية، ويقودك إلى التفكير المنفتح على خفايا الشك... على أساس دراسة السلبيات والإيجابيات معاً، ومحاولة التعرُّف على سبل الرشاد والضلال، لأن التفكير بالله يجعل الإنسان واعياً لمواقع أقدامه في الطريق، وذلك لما يُمثله إحساسه بعبوديته لله من معنى المراقبة والمحاسبة لكل فكره وشعوره وخطواته العملية في الحياة، الأمر الذي يوحي إليه بمواجهة المسألة من خلال العمق لا من خلال السطح، انطلاقاً من حسّ المسؤولية الروحية أمام الله في الدنيا والآخرة. وهذا ما يؤكده القرآن في أكثر من آيةٍ، في موضوع ذكر الله الذي يربط بينه وبين الالتفات إلى مصلحة الإنسان في نفسه، بينما يؤدي نسيانه إلى نسيان نفسه، وذلك بمقتضى التحرك في الواقع بما يشبه الغيبوبة العقلية والروحية عن العناصر الأساسية في حركة الحياة. وهذا ما يريد الله إثارته في هذه الفقرة من الآية، فيدعو المؤمن إلى أن يذكر ربه، فلا يستسلم للنسيان الذي تفرضه عليه الأشغال والأوضاع، ولا يستغرق في خصوصيات الواقع الذي يستهلك فكره ووجدانه، بل يعمل على استثارة إيمانه في عملية تأمُّلٍ وتفكيرٍ، ليذكر ربّه، فينطلق في حياته من موقع الوعي لا من موقع النسيان، وليعرف مواطئ قدمه في الطريق، ملتفتاً إلى احتمالات الغوايات في ما يمكن أن يتحرك به طريق الإنسان نحو الرشاد. {وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا} في روحية الدعاء الخاشع المبتهل، الذي ينفتح فيه المؤمن على الله ليطلب منه أن يكون معه في أجواء الهداية الواسعة التي تتسع لكل الطرق المتجهة إلى الله، فيهديه للطريق الأقرب إلى الرشاد، لئلا تطول عليه المسافات، فينحرف به خط السير إلى غير ما يريد. ولعل هذا الدعاء يمثل، في وعي الإنسان المؤمن، القلق الروحي الذي يدفعه لدراسة خطواته في محاولةٍ متحركةٍ لتقويمها وتصحيحها وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، بعيداً عن نوازع الذات، وقريباً إلى رحاب الإيمان بالله الذي يربطه بالجانب المشرق من الحياة.