غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَاْيۡءٍ إِنِّي فَاعِلٞ ذَٰلِكَ غَدًا} (23)

1

قال المفسرون : إن اليهود حين قالت لقريش : سلوا محمداً عن مسائل ثلاثة عن الروح وعن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين فسألوهن قال صلى الله عليه وسلم : " أجيبكم عنها غداً ولم يستثن فاحتبس الوحي عنه خمس عشرة ليلة . " وقيل : أربعين يوماً ثم نزل قوله : { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً } أي لأجل شيء تعزم عليه ليس فيه بيان أنه ماذا { إلا أن يشاء الله } فقال العلماء : إنه لا يمكن أن يكون من تمام قوله { إني فاعل } إذا يصير المعنى إلا أن يشاء الله أن لا أفعله أي إلا أن تعرض مشيئة الله دون فعله وهذا ليس منهياً عنه . فالصواب أن يقال : إنه من تمام قوله : { ولا تقولن } ثم إن قدر المراد إلا أن يشاء الله أن تقول إني فاعل ذلك غداً أي فيما يستقبل من الزمان ولم يرد الغد بعينه .

/خ26