جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
عينا في الجنة تسمى سلسبيلاً. قيل: عُنِي بقوله سلسبيلاً: سلسة مُنقادا ماؤها قال: سلسة يصرفونها حيث شاؤوا.
وقال آخرون: عُني بذلك أنها شديدة الجِرْيَةِ.
واختلف أهل العربية في معنى السلسبيل،
فقال بعضهم: إن سلسبيل صفة للعين بالتسلسل.
وقال بعضهم: إنما أراد عينا تسمى سلسبيلاً: أي تسمى من طيبها السلسبيل: أي توصف للناس.
وقال بعضهم: لا، بل هو اسم العين.
وقال بعض نحويي الكوفة: السلسبيل: نعت أراد به سلس في الحلق، فلذلك حَرِيّ أن تسمى بسلاستها.
وقال آخر منهم: ذكروا أن السلسبيل اسم للعين، وذكروا أنه صفة للماء لسلسه وعذوبته.
والصواب من القول في ذلك عندي أن قوله: تُسَمّى سَلْسَبِيلاً صفة للعين، وصفت بالسلاسة في الحلق، وفي حال الجري، وانقيادها لأهل الجنة يصرّفونها حيث شاءوا. وإنما قلت ذلك أولى بالصواب لإجماع أهل التأويل على أن قوله: سَلْسَبِيلاً صفة لا اسم.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 17]
{ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا} [{عينا فيها تسمى سلسبيلا}] فمنهم من زعم أن العرب إذا أعجبهم شراب نعتوه، وقالوا: كالزنجبيل، فخرجت البشارة من الوجه الذي ترغب في مثله الأنفس، ومنهم من ذكر أن الزنجبيل والسلسبيل واحد، وهما اسم العين، ومنهم من ذكر في السلسبيل، أي سلّ سبيلا إلى تلك العين. وقال قتادة: أي سلسلة السبيل، مستعذب ماؤها، وقيل: {سلسبيلا} شديد الجزية.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
فالسلسبيل: الشراب السهل اللذيذ، وقيل: سمي سلسبيلا من لزوم الطيب والإلذاذ بها.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
و {سَلْسَبِيلاً} لسلاسة انحدارها في الحلق وسهولة مساغها، يعني: أنها في طعم الزنجبيل وليس فيها لذعه، ولكن نقيض اللذع وهو السلاسة قال الزجاج: السلسبيل في اللغة: صفة لما كان في غاية السلاسة.
قال ابن الأعرابي: لم أسمع السلسبيل إلا في القرآن.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
ومعنى كون الزنجبيل عيناً: أن منقوعه أو الشراب المستخرج منه كثير كالعين على نحو قوله تعالى: {وأنهار من لبن لم يتغير طعمه} [محمد: 15]، أي هو كثير جداً وكان يعرف في الدنيا بالعزة.
و (سلسبيل): وصف قيل مشتق من السلاسة وهي السهولة واللين فيقال: ماء سلسل، أي عذب بارد.
قال أبو العلاء: السلسبيل الماء السهل المَساغ. وعندي أن هذا الوصف ركب من مادتي السلاسة والسَّبَالة... لإِرادة سهولة شربه ووفرة جريه.
ومعنى {تسمى} على هذا الوجه، أنها توصف بهذا الوصف حتى صار كالعلم لها كما قال تعالى: {لَيُسَمُّونَ الملائكة تسميةَ الأنثى} [النجم: 27] أي يصفونهم بأنهم إناث، ومنه قوله تعالى: {هل تعلم له سَمِيّاً} [مريم: 65] أي لا مثيل له. فليس المراد أنه علَم.
ومن المفسرين من جعل التسمية على ظاهرها وجعل {سلسبيلاً} علماً على هذه العين، وهو أنسب بقوله تعالى: {تسمَّى.}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.