غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{عَيۡنٗا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلۡسَبِيلٗا} (18)

1

أما السلسبيل فقد قال ابن الأعرابي : لم أسمعه إلا في القرآن . وقال الأكثرون اشتقاقه من السلاسة . يقال شراب سلسل وسلسال وسلسبيل أي عذب سهل المساغ فكأن الباء واللام زيدتا للمبالغة حتى صارت الكلمة خماسية . ويرد عليه أن الباء ليست من حروف الزيادة . قال الزجاج : السلسبيل في اللغة صفة لما كان في غاية السلاسة . والفائدة في تسميتها بالسلسبيل بعد تسميتها بالزنجبيل هي أنها في طعم الزنجبيل ولذته ولكن ليس فيها اللذاع الذي هو مناف للسلاسة . وقد نسب إلى علي بن أبي طالب عليه السلام أن معناه سل سبيلاً إليها . ووجه أن صحت الرواية بأنها حينئذ جملة سميت بها مثل " تأبط شراً " وسبب التسمية في الأصل أنه لا يشرب منها إلا من سأل إليها سبيلاً بالإيمان والعمل الصالح . وفي بعض شعر المتأخرين :

سل سبيلاً فيها إلى راحة النف *** س براح كأنها سلسبيل

والظاهر منع صرفه للعملية والتأنيث ولكن لم يقرأ به إلا في الشواذ والمتواترة التنوين ، ووجهه ما مر في { سلاسلاً } على أن رعاية المشاكلة أولى لكونه رأس آية .

/خ31