فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{عَيۡنٗا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلۡسَبِيلٗا} (18)

{ عينا فيها تسمى سلسبيلا } انتصاب عينا على أنها بدل من كأس ويجوز أن تكون منصوبة بفعل مقدر أي يسقون عينا ، ويجوز أن تكون منصوبة بنزع الخافض أي ومن عين ، والسلسبيل الشراب اللذيذ مأخوذ من السلاسة ، تقول العرب هذا شراب سلس وسلسال وسلسبيل أي طيب لذيذ .

قال الزمخشري : وقد زيدت الباء في التركيب حتى صارت الكلمة خماسية ودلت على غاية السلاسة ، قال الزجاج السلسبيل في اللغة اسم لماء في غاية السلاسة سريع الجريان يسوغ في حلوقهم ، ومنه قول حسان بن ثابت :

يسقون من ورد البريض عليهم كأسا يصفق بالرحيق السلسل

وقال ابن الأعرابي لم أسمع السلسبيل إلا في القرآن ، وقال مكي هو اسم عجمي نكرة فلذلك صرف وزنه مثل دردبيس ، وقيل فعفليل لأن الفاء مكررة وقيل سلسة منقادة لهم يصرفونها حيث شاؤوا والأول أولى .

وقال الخازن معنى ( تسمى ) توصف لأن أكثر العلماء على أن سلسبيلا صفة لا اسم انتهى .

قال مقاتل ابن حيان سميت سلسبيلا لأنها تسيل عليهم في الطرق وفي منازلهم تنبع من أصل العرش من جنة عدن إلى أهل الجنان .

قال البغوي وشراب الجنة في برد الكافور ، وطعم الزنجبيل ، وريح المسك من غير لذع ، قال مقاتل يشربها المقربون صرفا ، وتمزج لسائر أهل الجنة .