المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَبَرَّۢا بِوَٰلِدَتِي وَلَمۡ يَجۡعَلۡنِي جَبَّارٗا شَقِيّٗا} (32)

32- كما يأمرني أن أكون بارّاً بوالدتي ، ولم يجعلني متجبراً في الناس ، ولا شقياً بمعصيته .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَبَرَّۢا بِوَٰلِدَتِي وَلَمۡ يَجۡعَلۡنِي جَبَّارٗا شَقِيّٗا} (32)

وقرأ الجمهور «وَبَراً » بفتح الباء وهو الكثير البر ونصبه على قوله { مباركاً } . وقرأ أبو نهيك وأبو مجلز وجماعة «بِراً » بكسر الباء فقال بعضها نصبه على العطف على قوله { مباركاً } فكأنه قال وذا بر فاتصف بالمصدر كعدل ونحوه ، وقال بعضهما نصبه بقوله { وأوصاني } أي «وأوصاني براً بوالدتي » حذف الجار كأنه يريد «وأوصاني ببر والدتي »{[7954]} . وحكى الزهراوي هذه القراءة «وبرٍّ » بالخفض عطفاً على { الزكاة } ، وقوله { بوالدتي } بيان لنه لا والد له ، وبهذا القول برأها قومها .

و «الجبار » المتعظم وهي خلق مقرونة بالشقاء لأنها مناقضة لجميع الناس فلا يلقى صاحبها من أحد إلا مكروهاً ، وكان عيسى عليه السلام في غاية التواضع ، يأكل الشجر ويلبس الشعر ويجلس على التراب ويأوي حيث جنة الليل لا مسكن له . قال قتادة وكان يقول : سلوني فإن لين القلب صغير في نفسي .


[7954]:ومثل هذا قول لبيد: فإن لم تجد من دون عدنان والدا ودون معد فلتزعك العواذل فقد عطف (دون) الثانية على موضع (من دون) الأولى.