الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَبَرَّۢا بِوَٰلِدَتِي وَلَمۡ يَجۡعَلۡنِي جَبَّارٗا شَقِيّٗا} (32)

والجبارُ المتعَظِّمُ وهي خلق مقرونة بالشقاء لأَنَّها مناقضة لجميع الناس ، فلا يلقى صاحبها من كل أحد إلا مكروهاً ، وكان عيسى عليه السلام في غاية التَّوَاضُعِ ؛ يأكلُ الشجر ، ويلبَسُ الشَّعْر ، ويجلس على الأَرض ، ويَأْوِي حيث جَنَّة الليلُ . لاَ مَسْكَن له قال قتادة : وكان يقولُ : سَلُوني فإني ليّن القلب ، صَغِيرٌ في نفسي ، وقالت فرقةٌ : إنَّ عيسى عليه السلام كان أُوتي الكتابَ وهو في سِنِّ الطفولة ، وكان يصومُ ، ويُصَلّي .

قال ( ع ) : وهذا في غاية الضَّعْف . ( ت ) : وضعفُه مِنْ جهة سنده وإلا فالعقلُ لا يحِيلُه لا سِيَّما وأمره كله خرق عادة ، وفي قصص هذه الآية ؛ عن ابن زيد ، وغيره : أَنهم لما سَمِعُوا كلام عيسى أَذْعنوا وقالوا : إن هذا الأمر عظيم .