المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡحَيِّ ٱلَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِهِۦۚ وَكَفَىٰ بِهِۦ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِيرًا} (58)

58- وتوكل في أمورك على الله الحي الذي لا يمكن أن يموت ، ونزّهه وقدسه حامداً أنعمه ، ودع من خرج عن الجادة ، فالله خبير بهم مكافئ لهم على ذنوبهم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡحَيِّ ٱلَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِهِۦۚ وَكَفَىٰ بِهِۦ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِيرًا} (58)

المعنى قل لهم يا محمد هذه المقالة التي لا ظن يتطرق إليك معها ولا تهتم بهم وبشّر وأنذر { وتوكل علىٍ } المتكفل بنصرك وعضدك في كل أمرك ، ثم وصف تعالى نفسه الصفة التي تقتضي التوكل في قوله { الحي الذي لا يموت } إذ هذا المعنى يختص بالله تعالى دون كل ما لدينا مما يقع عليه اسم حي ، وقوله { وسبح بحمده } قل سبحان الله وبحمده أي تنزيهه واجب وبحمده أقول .

قال القاضي أبو محمد : وقال رسول صلى الله عليه وسلم «من قال في كل يوم سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر »{[8857]} ، فهذا معنى { وسبح بحمده } وهي إحدى الكلمتين الخفيفتين على اللسان ، الحديث ، وقوله { وكفى به } توعد وإزالة كل عن محمد صلى الله عليه وسلم في همه بهم{[8858]} .


[8857]:أخرجه البخاري، ومسلم وأبو داود، والترميذي، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد.
[8858]:(كفى) في كلام العرب يراد بها المبالغة، تقول: كفى بالعلم جمالا، وكفى بالأدب مالا، وفي بعض الأخبار: كفى بك ظفرا أن يكون عدوك عاصيا.