اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡحَيِّ ٱلَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِهِۦۚ وَكَفَىٰ بِهِۦ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِيرًا} (58)

قوله{[36467]} : { وَتَوَكَّلْ عَلَى الحي الذي لاَ يَمُوتُ } الآية{[36468]} . لما تبين أن الكفار يتظاهرون على إيذائه ، وأمره أن لا يطلب منهم أجراً ، أمره بأن يتوكل عليه في دفع جميع المضار ، وفي جلب جميع المنافع ، وإنما قال : { عَلَى الحي الذي لاَ يَمُوتُ } ، لأن من توكل على الحي الذي يموت{[36469]} فإذا مات المتوكَّل عليه صار المتوكِّل ضائعاً ، وأما الله تعالى فهو حي لا يموت فلا يضيع المتوكِّل عليه{[36470]} .

«وَسَبِّحْ بَحَمْدِهِ » قيل : المراد بالتسبيح الصلاة . وقيل : قل{[36471]} سبحان الله والحمد لله{[36472]} . { وكفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً } عالماً ، وهذه كلها يراد بها المبالغة ، يقال كفى بالعلم جمالاً ، وكفى بالأدب مالاً وهو بمعنى حسبك ، أي لا يحتاج معه إلى غيره ، لأنه خبير بأحوالهم قادرٌ على مكافأتهم وهذا وعيد شديد{[36473]} .


[36467]:في ب: قوله تعالى.
[36468]:الآية: سقط من الأصل.
[36469]:في ب: لا يموت.
[36470]:انظر الفخر الرازي 24/103.
[36471]:في ب: بل.
[36472]:انظر الفخر الرازي 24/103.
[36473]:المرجع السابق.