ولما بين سبحانه أن الكفار متظاهرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره ان لا يطلب منهم أجرا البتة ، وأمره أن يتوكل عليه في دفع المضار وجلب المنافع فقال :{ وَتَوَكَّلْ } في استكفاء شرورهم والاستغناء عن أجورهم { عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ } فإنه الحقيق بأن يتوكل عليه ، وخص صفة الحياة إشارة إلى أن الحي الدائم هو الذي يوثق به في المصالح والمنافع ودفع المضار ، ولا حياة على الدوام إلا الله سبحانه ، دون الأحياء المنقطعة حياتهم فإنهم إذا ما تواضع من يتوكل عليهم . وقرأها بعض الصالحين فقال : لا يصح لذي عقل أن يثق بعدها بمخلوق ، والتوكل اعتماد العبد على الله في كل الأمور ، والأسباب وسائط ، أمر بها من غير اعتماد عليها .
{ وَسَبِّحْ } أن نزهه عن صفات النقصان مقترنا { بِحَمْدِهِ } وقيل معنى سبح صل ، والصلاة تسمى تسبيحا { وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا } أي حسبك وهذه كلمة يراد بها المبالغة كقولك : كفى بالله ربا والخبير المطلع على الأمور بحيث لا يخفى عليه منها شيء فلا لوم عليك إن آمنوا وكفروا ، وقيل معناه أنه لا يحتاج معه إلى غيره لأنه خبير عالم قدير على مكافأتهم ، وفيه وعيد شديد ، كأنه قال : إذا قدمتم على مخالفة أمره كفاكم علمه في مجازاتكم بما تستحقون من العقوبة ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.