ولما بين تعالى أن الكفار يتظاهرون على إيذائه وأمره أن لا يطلب منهم أجراً أمره أن يتوكل عليه في دفع جميع المضار ، وجلب جميع المنافع بقوله تعالى : { وتوكل } أي : أظهر العجز والضعف واستسلم واعتمد في أمرك كله ، ولا سيما في مواجهتهم بالإنذار ، وفي ردهم من عنادهم { على الحي الذي لا يموت } فلا ضياع لمن توكل عليه ، فإنه الحقيق بأن يتوكل عليه دون الأحياء الذين يموتون ، فإنهم إذا ماتوا ضاع من توكل عليهم ، وعن بعض السلف أنه قرأها فقال : لا يصح لذي عقل أن يثق بعدها بمخلوق { وسبّح } متلبساً { بحمده } أي : نزهه عن كل نقص مثبتاً له كل كمال ، وقيل : صلِّ له شكراً على نعمه ، وقيل : قل سبحان الله والحمد لله وحده وعلى هذا اقتصر الجلال المحلى { وكفى به بذنوب عباده } أي : ما ظهر منها وما بطن وكل ما سواه عبد { خبيراً } أي : عالماً مطلقاً فلا يخفى عليه خافية شيء منها ، وإن دق فلا عليك إن آمنوا أو كفروا ، وهذه الكلمة يراد بها المبالغة يقال : كفى بالعلم كمالاً وكفى بالأدب مالاً وهو معنى حسبك أي : لا تحتاج معه إلى غيره ، لأنه تعالى خبير بأحوالهم قادر على مكافأتهم ، وهذا وعيد شديد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.