المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ} (54)

54- قال فرعون : إن بني إسرائيل الذين فروا مع موسى طائفة خسيسة في شأنها قليل عددها . يثير بذلك الحمية في نفوس جنده .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ} (54)

وقال لهم { إن هؤلاء لشرذمة } عصابة { قليلون } والشرذمة القطعة من الناس غير الكثير ، وجمعها شراذم . قال أهل التفسير : كانت الشرذمة الذين قللهم فرعون ستمائة ألف . وعن ابن مسعود قال : كانوا ستمائة وسبعين ألفاً ولا يحصى عدد أصحاب فرعون .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ} (54)

{ إن هؤلاء لشرذمة قليلون } على إرادة القول وإنما استقلهم وكانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا بالإضافة إلى جنوده ، إذ روي أنه خرج وكانت مقدمته سبعمائة ألف والشرذمة الطائفة القليلة ، ومنها ثوب شراذم لما بلي وتقطع ، و { قليلون } باعتبار أنهم أسباط كل سبط منهم قليل .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ} (54)

و «الشرذمة » الجمع القليل المحتقر ، وشرذمة كل شيء بقيته الخسيسة وأنشد أبو عبيدة : «تخذين في شراذم النعال » .

وقال الآخر : [ الرجز ]

جاء الشتاء وقميصي أخلاق . . . شراذم يضحك منها النواق{[8929]}


[8929]:البيت في (اللسان- خلق وشرذم)- عن ابن بري، وفي (توق) عن الأصمعي، والثوب الأخلاق يصفون به الواحد إذا صار خلقا كله، كأن كل قطعة فيه خلق، فجمعه باعتبار أجزائه، ومثل ذلك قولهم: "أرض سباسب، وبرمة أعشار، وحبل أرمام"، والشراذم جمع شرذمة وهي الجماعة القليلة من الناس، وثياب شراذم: أخلاق متقطعة، وثوب شراذم: قطع. ويقال: نفس تواقة: مشتاقة، وقيل: التواق اسم ابن الشاعر، ويروى البيت بالنون، ويكون المعنى حينئذ: الرجل الذي يروض الأمور ويصلحها، قال في الصحاح، هذا وقد سبق الاستشهاد به. وقال تعالى {قليلون} لأن كل جماعة منهم كان يلزمها معنى القلة، فلما جمع قيل: [قليلون]، ومثل ذلك: حي واحد، وحي واحدون، قال الكميت: فرد قواصي الأحياء منهم فقد صاروا كحي واحدينا
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ} (54)

جملة { إن هؤلاء لشرذمة قليلون } مقول لقول محذوف لأن { حاشرين } يتضمن معنى النداء ، أي يقولون إن هؤلاء لَشِرْذِمة قليلون .

والإشارة ب { هؤلاء } إلى حاضر في أذهان الناس لأن أمر بني إسرائيل قد شاع في أقطار مصر في تلك المدة التي بين جمع السحرة وبين خروج بني إسرائيل ، وليست الإشارة للسحرة خاصة إذ لا يلتئم ذلك مع القصة .

وفي اسم الإشارة إيماء إلى تحقير لشأنهم أكده التصريح بأنهم شرذمة قليلون .

والشرذمة : الطائفة القليلة من الناس ، هكذا فسره المحققون من أئمة اللغة ، فإتْباعه بوصف { قليلون } للتأكيد لدفع احتمال استعمالها في تحقير الشأن أو بالنسبة إلى جنود فرعون ، فقد كان عدد بني إسرائيل الذين خرجوا ستمائة ألف ، هكذا قال المفسرون ، وهو موافق لما في سفر العدد من التوراة في الإصحاح السادس والعشرين .

و { قليلون } خبر ثان عن اسم الإشارة ، فهو وصف في المعنى لمدلول { هؤلاء } وليس وصفاً لشرذمة ولكنه مؤكد لمعناها ، ولهذا جيء به بصيغة جمع السلامة الذي هو ليس من جموع الكثرة .

و ( قليل ) إذا وصف به يجوز مطابقته لموصوفه كما هنا ، ويجوز ملازمته الإفرادَ والتذكير كما قال السموأل أو الحارثي :

وما ضرّنا أنا قَليل *** البيت . . .

ونظيره في ذلك لفظ ( كثير ) وقد جمعهما قوله تعالى : { إذ يُريكهم الله في منامك قليلاً ولو أراكهم كثيراً لَفَشِلْتم } [ الأنفال : 43 ] .