ثم إنه قوى نفسه ونفس{[37161]} قومه بأن وصف قوم موسى بالذم ، ووصف قوم نفسه بالمدح{[37162]} ، أما وصفه قوم موسى - عليه السلام {[37163]}- بالذم ، فقال :
{ إِنَّ هؤلاء لَشِرْذِمَةٌ } [ معمول لقوم مضمر{[37164]} ]{[37165]} أي : قال : إنَّ هؤلاء ، وهذا القول يجوز أن يكون حالاً ، أي : أرسلهم قائلاً ذلك ، ويجوز أن يكون مفسراً ل «أَرْسَلَ » . والشِّرْذِمَةُ : الطائفة من الناس{[37166]} وقيل : كل بقية من شيء خسيس يقال لها : شرذمة{[37161]} . ويقال : ثوب شراذم ، أي : أخلاق ، قال :
3903 - جَاءَ الشِّتَاءُ وَقَمِيصِي أَخْلاقْ *** شَرَاذِمُ تَضْحَكُ مِنْهُ الخُلاقْ{[37162]}
3904 - في شراذم النعال{[37169]} *** . . .
وجمع الشرذمة : شراذم ، فذكرهم بالاسم الدال على القلة ، ثم جعلهم قليلاً بالوصف ، ثم جمع القليل فجعل كل حزب منهم قليلاً ، واختار جمع السلامة الذي هو جمع القلة .
ويجوز أن يريد بالقلة : الذلة ، لا قلة العدو ، أي : إنهم لقلتهم لا يبالى بهم{[37170]} .
قال ابن عباس : كان الشرذمة الذين قللهم فرعون ستمائة ألف مقاتل لا شاب فيهم دون عشرين{[37171]} سنة ، ولا شيخ{[37172]} يوفي على الستين سوى الحشم{[37173]} ، وفرعون يقللهم لكثرة من معه{[37174]} . وهذا الوصف قد استعمل في الكثير عند الإضافة إلى ما هو أكثر منه ، فروي أن فرعون خرج على فرس أدهم حصان وفي عسكره على لون فرسه ثمانمائة{[37175]} ألف{[37176]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.