فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ} (54)

ثم قال فرعون لقومه بعد اجتماعهم لديه :

{ إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ } يريد بني إسرائيل والشرذمة الجمع الحقير القليل والجمع شراذم ، قال الجوهري : الشرذمة الطائفة القليلة من الناس والقطعة من الشيء وثوب شراذم أي قطع ، قال الفراء يقال عصبة قليلة وقليلون وكثيرة وكثيرون . قال المبرد : الشرذمة القطعة من الناس غير الكثيرة ، وجمعها الشراذم .

قال الواحدي : قال المفسرون وكان الشرذمة الذين قللهم فرعون ستمائة ألف ، وبه قال ابن عباس ولا يحصى عدد أصحاب فرعون وقال ابن مسعود ستمائة ألف وسبعون ألف ، ومقدمة جيشه سبعمائة ألف ، فقللهم بالنظر إلى كثرة جيشه ، وجملة جيشه ألف ألف وستمائة ألف .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر عنه قال ، قال رسولا لله صلى الله عليه وآله وسلم كان أصحاب موسى الذين جازوا البحر اثني عشر سبطا فكان في كل طريق اثنا عشر ألفا كلهم ولد يعقوب .

وأخرج ابن مردويه عنه أيضا بسند ، قال السيوطي واه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان فرعون عدو الله حيث أغرقه الله سبحانه هو وأصحابه في سبعين قائدا ، مع كل قائد سبعون ألفا ، وكان موسى مع سبعين ألفا حيث عبروا البحر .

وعنه قال : كان طلائع قوم فرعون الذين بعثهم في أثرهم ستمائة ألف ليس فيها أحد إلا على بهيم . وأقول هذه الأقوال والروايات المضطربة قد روي عن كثير من السلف ما يماثلها في الاضطراب والاختلاف ، ولا يصح منها شيء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .