البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ} (54)

الشرذمة : الجمع القليل المحتقر ، وشرذمة كل شيء : بقيته الخسيسة :

وأنشد أبو عبيدة :في شراذم البغال…

وقال آخر :جاء الشتاء وقميصي أخلاق شراذم يضحك منه . . .

وقال الجوهري : الشرذمة : الطائفة من الناس ، والقطعة من الشيء ، وثوب شراذم : أي قطع . انتهى . وقيل : السفلة من الناس .

{ إن هؤلاء لشرذمة } : أي قال إن هؤلاء وصفهم بالقلة ، ثم جمع القليل فجعل كل حزب قليلاً ، جمع السلامة الذي هو للقلة ، وقد يجمع القليل على أقلة وقلل ، والظاهر تقليل العدد .

قال الزمخشري : ويجوز أن يريد بالقلة : الذلة والقماءة ، ولا يريد قلة العدد ، والمعنى : أنهم لقلتهم لا يبالي بهم ولا تتوقع غفلتهم ، ولكنهم يفعلون أفعالاً تغيظنا وتضيق صدورنا ، ونحن قوم من عادتنا التيقظ والحذر واستعمال الحزم في الأمور ، فإذا خرج علينا خارج سارعنا إلى حسم يساره ، وهذه معاذير اعتذر بها إلى أهل المدائن ، لئلا يظن به ما يكسر من قهره وسلطانه . انتهى .

قال أبو حاتم : وقرأ من لا يؤخذ عنه : { لشرذمة قليلون } ، وليست هذه موقوفة . انتهى .

يعني أن هذه القراءة ليست موقوفة على أحد رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .