النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ} (54)

قوله تعالى : { إِنَّ هَؤُلاَءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ } في الشرذمة وجهان :

أحدهما : أنهم سفلة الناس وأدنياؤهم ، قاله الضحاك ومنه قول الأعشى :

وهم الأعبد في أحيائهم *** لعبيدٍ وتراهم شرذمة .

الثاني : أنهم العصبة الباقية من عصبة كبيرة وشرذمة كل شيء بقيته القليلة ، ويقال لما قطع من فضول النعال من الجلد شراذم ، وللقميص إذا خلق شراذم وأنشد أبو عبيدة :

جاء الشتاء وقميصي أخلاق *** شراذم يضحك منها التواق

واختلف في عدد بني إسرائيل حين قال فرعون فيهم إنه لشرذمة قليلون على أربعة أقاويل :

أحدها : أنهم كانوا ستمائة وتسعين ألفاً ، قاله ابن مسعود .

الثاني : ستمائة وعشرون ألفا ، قال مقاتل : لا يعد ابن عشرين سنة لصغيره ولا ابن ستين لكبره ، وهو قول السدي .

الثالث : كانوا ستمائة ألف مقاتل ، قاله قتادة .

الرابع : كانوا خمسمائة ألف وثلاثة آلاف وخمسمائة . وإنما استقل هذا العدد لأمرين :

أحدهما : لكثرة من قتل منهم .

الثاني : لكثرة من كان معه . حكى السدي أنه كان على مقدمته هامان في ألف ألف وسبعمائة ألف حصان ليس فيها{[2103]} ماديانه وقال الضحاك كانوا سبعة آلاف ألف .


[2103]:هكذا في الأصول فليتأمل.