الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ} (54)

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله { إن هؤلاء لشرذمة قليلون } قال : ذكر لنا أن بني إسرائيل الذين قطع بهم موسى البحر كانوا ستمائة ألف مقاتل وعشرين ألفاً فصاعداً .

واتبعهم فرعون على ألف ألف حصان ومائتي ألف حصان .

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله { إن هؤلاء لشرذمة قليلون } قال ستمائة ألف وسبعون ألفاً .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي عبيدة . مثله .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { إن هؤلاء لشرذمة قليلون } قال : كانوا ستمائة ألف .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { لشرذمة } قال : قطعة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه { لشرذمة } قال : الفريد من الناس .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « كان أصحاب موسى الذين جاوزوا البحر اثني عشر سبط ، فكان في كل طريق اثنا عشر ألفاً كلهم ولد يعقوب عليه السلام » .

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد { إن هؤلاء لشرذمة قليلون } قال : هم يومئذ ستمائة ألف . ولا يحصى عدد أصحاب فرعون .

وأخرج ابن مردويه بسندٍ واهٍ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « كان فرعون عدو الله حيث غرقه الله هو وأصحابه في سبعين قائد ، مع كل قائد سبعون ألفاً . وكان موسى مع سبعين ألفاً حين عبروا البحر » .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال : أوحى الله إلى موسى : أن أجمع بني إسرائيل كل أربعة أبيات من بني إسرائيل في بيت ، ثم اذبح أولاد الضان فاضرب بدمائها على كل باب ، فإني سآمر الملائكة أن لا تدخل بيتاً على بابه دم ، وسآمر الملائكة فتقتل أبكار آل فرعون من أنفسهم وأهليهم ، ثم اخبزوا خبز فطيرا فإنه أسرع لكم ، ثم سر حتى تأتي البحر ، ثم قف حتى يأتيك أمري . فلما أن أصبح فرعون قال : هذا عمل موسى وقومه ، قتلوا أبكارنا من أنفسنا وأهلينا .

وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر عن يحيى بن عروة بن الزبير قال : إن الله أمر موسى أن يسير ببني إسرائيل ، وقد كان موسى وعد بني إسرائيل أن يسير بهم إذا طلع القمر ، فدعا الله أن يؤخر طلوعه حتى يفرغ ، فلما سار موسى ببني إسرائيل ، أذن فرعون في الناس { إن هؤلاء لشرذمة قليلون } .

وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب قال : خرج موسى من مصر ومعه ستمائة ألف من بني إسرائيل لا يعدون فيهم أقل من ابن عشرين ولا ابن أكثر من أربعين سنة فقال فرعون : { إن هؤلاء لشرذمة قليلون } وخرج فرعون على فرس حصان أدهم ومعه ثمانمائة ألف على خيل أدهم سوى ألوان الخيل ، وكان جبريل عليه السلام على فرس شائع يسير بين يدي القوم ويقول : ليس القوم بأحق بالطريق منكم .

وفرعون على فرس أدهم حصان . وجبريل على فرس أنثى . فاتبعها فرس فرعون ، وكان ميكائيل في أخرى القوم يقول : الحقوا أصحابكم حتى دخل آخرهم ، وأراد أولهم أن يخرجوا فأطبق عليهم البحر .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن ميمون قال : لما أراد موسى أن يخرج ببني إسرائيل من مصر بلغ ذلك فرعون فقال : أمهلوهم حتى إذا صاح الديك فأتوهم . فلم يُصِحْ في تلك الليلة الديك ، فخرج موسى ببني إسرائيل وغدا فرعون ، فلما أصبح فرعون أمر بشاة فأتي بها فأمر بها أن تذبح ثم قال : لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع عندي خمسمائة ألف فارس . فاجتمعوا إليه فاتبعهم ، فلما انتهى موسى إلى البحر قال له : وصيه يا نبي الله أين أمرت ؟ قال : ههنا في البحر .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كان طلائع فرعون الذين بعثهم في أثرهم ستمائة ألف ليس فيهم أحد إلا على بهيم .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كانت سيما خيل فرعون الخرق البيض في أصداغها ، وكانت جريدته مائة ألف حصان .

وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال : اجتمع آل يعقوب إلى يوسف وهم ستة وثمانون إنسانا ذكرهم وأنثاهم . فخرج بهم موسى يوم خرج وهم ستمائة ألف ونيف . وخرج فرعون على أثرهم يطلبهم على فرس أدهم على لونه من الدهم ثمانمائة ألف أدهم سوى ألوان الخيل ، وحالت الريح الشمال . وتحت جبريل فرس وريق وميكائيل يسوقهم لا يشذ منهم شاذة إلا ضمه فقال القوم : يا رسول الله قد كنا نلقى من فرعون من التعس والعذاب ما نلقى فكيف إن صنعا ما صنعنا فأين الملجأ ؟ قال : البحر .