وقوله : " وأنّكَ لا تَظْمَأُ فِيها " اختلفت القرّاء في قراءتها ، فقرأ ذلك بعض قرّاء المدينة والكوفة بالكسر : وإنك ، على العطف على قوله : إنّ لَكَ . وقرأ ذلك بعض قرّاء المدينة وعامة قرّاء الكوفة والبصرة : وأنك ، بفتح ألفها عطفا بها على «أن » التي في قوله : «أنْ لا تَجُوعَ فِيها » . ووجّهوا تأويل ذلك إلى أن لك هذا وهذا فهذه القراءة أعجب القراءتين إليّ ، لأن الله تبارك وتعالى ذكره وعد ذلك آدم حين أسكنه الجنة ، فكون ذلك بأن يكون عطفا على أن لا تجوع أولى من أن يكون خبر مبتدإ ، وإن كان الاَخر غير بعيد من الصواب . وعنى بقوله : لا تَظْمأُ فيها لا تعطش في الجنة ما دمت فيها وَلا تَضْحَى ، يقول : لا تظهر للشمس فيؤذيك حرّها ، كما قال ابن أبي ربيعة :
رأتْ رَجُلاً أمّا الشّمْسُ عارَضَتْ *** فَيَضْحى وأمّا بالعشِيّ فَيَخْصَرُ
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : " وأنّك لا تَظْمَأُ فِيها وَلا تَضْحَى " يقول : لا يصيبك فيها عطش ولا حرّ .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : " وأنّكُ لا تَظْمَأُ فِيها وَلا تَضْحَى " يقول : لا يصيبك حرّ ولا أذى .
حدثني أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن شريك ، قال : ثني أبي ، عن خصيف عن سعيد بن جُبير " لا تَظْمَأُ فِيها وَلا تَضْحَى " قال : لا تصيبك الشمس .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة " وَلا تَضْحَى " قال : لا تصيبك الشمس .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.