" وأنَّكَ لاَ تَظْمَأ " قرأ نافع وأبو بكر " وإنَّك بكسر الهمزة . والباقون بفتحها{[27116]} .
فمن كسر يجوز أن يكون ذلك استئنافاً{[27117]} ، وأن يكون نسقاُ على " إنَّ " الأولى{[27118]} . ومن فتح فلأنه{[27119]} عطف مصدراً{[27120]} مؤولاً على اسم " إنَّ " الأولى ، والخبر " لَكَ " المتقدم . والتقدير : إنَّ لَكَ عدم الجوع ، وعدم العري ، وعدم الظمأ والضحى . وجاز أن يكون " أنَّ " بالفتح اسماً ل " إنَّ " بالكسر للفصل بينهما{[27121]} ، ولولا ذلك لم يجز . لو قلت : إنَّ أنَّ زيداَ قائم حق{[27122]} لم يجز ، فلما فصل بينهما جاز{[27123]} .
وتقول : إنَّ عندِي أنَّ زيداً قائمٌ ، فعندي هو الخبر على الاسم وهو أنَّ وَمَا في تأويلها لكونه ظرفاً ، والآية من هذا القبيل إذ التقدير : فإن لك أنَّك لا تَظْمَأ{[27124]} وقال الزمخشري : فإن قلت : " إنَّ " لا تدخل على " أنَّ " ، فلا يقال : إنَّ أنَّ زيداً منطلقٌ ، والواو نائبة عن " إنَّ " وقائمة مقامها ، فلم دخلت عليها ؟ قلت : الواو لم توضع لتكون أبداً نائبة عن " إنَّ " إنما هي نائبة عن كل عامل ، فلمَّا لم تكن حرفاً موضوعاً للتحقيق خاصة كإن لم يمتنع اجتماعهما كما اجتمع " إنَّ " و " أنَّ " {[27125]} وضَحِيَ يَضْحَى{[27126]} أي : برز للشمس ، قال عمر{[27127]} بن أبي ربيعة :
رَأَتْ رَجُلاً أمَّا إذَا{[27128]} الشَّمْسَ عَارَضَتْ *** فَيَضْحَى وَأَمَّا بالعَشِيَّ فَيَخْصَرُ{[27129]}
وذكر الزمخشري هنا معنى حسَناً في كونه تعالى{[27130]} ذكر هذه الأشياء بلفظ النفي دون أن يذكر أضدادها بلفظ الإثبات ، فيقول : إنَّ لَكَ{[27131]} الشبع والكسوة والري والاكتنان في الظل ، فقال{[27132]} : وذكرها بلفظ النفي لنقائضها التي هي الجوع والعُرِي ، والظمأ ، والصّحو ليطرق سمعه بأسامي{[27133]} أصناف{[27134]} الشقوة التي حذره منها حتى يتحامى السبب{[27135]} الموقع فيها كراهة لها{[27136]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.