قوله تعالى : { ولئن مستهم } أصابتهم ، { نفحة } قال ابن عباس رضي الله عنهما طرف . وقيل : قليل . وقال ابن جريج : نصيب ، من قولهم نفح فلان لفلان من ماله أي أعطاه حظاً ونصيبا منه . وقيل : ضربة من قولهم نفحت الدابة برجلها أي ضربت بها { من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين } أي : يا هلاكنا إنا كنا مشركين دعوا على أنفسهم بالويل بعدما أقروا بالشرك .
ويتابع السياق إيقاعه المؤثر في القلوب ، فيصورهم لأنفسهم حين يمسهم العذاب :
( ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن : يا ويلنا إنا كنا ظالمين ) . .
والنفحة تطلق غالبا في الرحمة . ولكنها هنا تطلق في العذاب . كأنما ليقال : إن أخف مسة من عذاب ربك تطلقهم يجأرون بالاعتراف . ولكن حيث لا يجدي الاعتراف . فلقد سبق في سياق السورة مشهد القرى التي أخذها بأس الله ، فنادى أهلها : ( يا ويلنا إنا كنا ظالمين . فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين ) . وإذن فهو الاعتراف بعد فوات الأوان . ولخير منه أن يسمعوا نذير الوحي وفي الوقت متسع ، قبل أن تمسهم نفحة من العذاب !
ثم خاطب تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم متوعداً لهم بقوله { ولئن مستهم نفحة } ، والنفحة : الخطرة والمسة كما تقول : نفح بيده إذا قال بها هكذا ضارباً إلى جهة ، ومنه نفحة الطيب كأنه يخطر خطرات على الحاسة{[8234]} ، ومنه نفح له من عطايا إذا أجراه منها نصيباً{[8235]} ، ومنه نفح الفرس برجله إذا ركض{[8236]} ، والمعنى ولئن مس هؤلاء الكفرة صدمة عذاب في دنياهم ليندمن وليقرن بظلمهم{[8237]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.