إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلَئِن مَّسَّتۡهُمۡ نَفۡحَةٞ مِّنۡ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَٰوَيۡلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَٰلِمِينَ} (46)

وقوله تعالى : { وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مّنْ عَذَابِ رَبّكَ } بيان لسرعة تأثرِهم من مجيء نفس العذابِ إثرَ بيان عدمِ تأثرِهم من مجيء خبرِه على نهج التوكيد القسمي ، أي وبالله لئن أصابهم أدنى شيءٍ من عذابه تعالى كما ينبئ عنه المس والنفحة بجوهرها وبنائها فإن أصلَ النفحِ هبوبُ رائحة الشيء { لَيَقُولُنَّ يا ويلنا قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظالمين } ليدْعُنّ على أنفسهم بالويل والهلاك ويعترِفُنّ عليها بالظلم .