وقوله : فإنّما هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فإذَا هُمْ يَنْظُرُونَ يقول تعالى ذكره : فإنما هي صيحة واحدة ، وذلك هو النفخ في الصور فإذَا هُمْ يَنْظُرُونَ يقول : فإذا هم شاخصة أبصارهم ينظرون إلى ما كانوا يوعدونه من قيام الساعة ويعاينونه ، كما :
حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ ، في قوله : زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ قال : هي النفخة .
والزجرة : الصيحة ، وقد تقدم آنفاً قوله تعالى : { فالزاجرات زجراً } [ الصافات : 2 ] .
و { واحِدةٌ } تأكيد لما تفيده صيغة الفعلة من معنى المرة لدفع توهم أن يكون المراد من الصيحة الجنس دون الوجود لأن وزن الفعلة يجيء لمعنى المصدر دون المرة . وضمير { هِيَ } ضمير القصة والشأن وهو لا معادَ لهُ إنما تفسره الجملة التي بعده . وفُرّع عليه { فإذا هم ينظرون } ودل فاء التفريع على تعقيب المفاجأة ، ودل حرف المفاجأة على سرعة حصول ذلك . وقد تقدم ذلك في قوله تعالى : { إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون } في سورة [ يس : 53 ] .
وكُني عن الحياة الكاملة التي لا دهش يخالطها بالنظر في قوله : { يَنْظُرُونَ } لأن النظر لا يكون إلا مع تمام الحياة . وأوثر النظر من بين بقية الحواس لمزيد اختصاصه بالمقام وهو التعريض بما اعْتراهم من البهت لمشاهدة الحشر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.