اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَإِنَّمَا هِيَ زَجۡرَةٞ وَٰحِدَةٞ فَإِذَا هُمۡ يَنظُرُونَ} (19)

قوله : { فَإِنَّمَا هِيَ } قال الزمخشري : «فَإنَّما هِيَ » جواب شرط مقدر تقديره إذا كان كذلك فما هي إلا زجرة واحدة{[46876]} . قال أبو حيان : وكثيراً ما تضمَّن جملة الشرط قبل فاء إذا ساغ تقديره ولا ضرورة تدعو إلى ذلك ولا يحذف الشرط ويبقى جوابه إلا إذا انجزم الفعل في الذي يطلق{[46877]} عليه أنه جواب للأمر والنهي وما ذكر معهما ، أمَّا اتبداءً فلا يجوز حذفه . {[46878]}

فصل

«هي » ضمير البعثة المدلول عليها بالسِّياق لما كانت بعثتهم ناشئة عن الزجرة جعلت إياها مجازاً ، قال الزَّمَخْشَرِيُّ «هي » مبهمة يوضحها خبرها ، قال أبو حيان : وكثيراً ما يقول هو{[46879]} وابن مالك{[46880]} : إن الضمير يفسره خبره{[46881]} .


[46876]:الكشاف 3/338.
[46877]:في ب: ينطلق وما هنا في "أ" موافق لما قاله أبو حيان في البحر 7/355 و 356.
[46878]:المرجع السابق هذا والمحذوف هو الشرط أو الجواب مع إن دون سائر الأدوات واختصت بذلك لأنها أم الباب ولأنه لم يرد في غيرها ولم يسمع أن حذف الجواب وحده والشرط وحده مع غير إن اللهم إلا ما أنشده ابن مالك في شرح الكافية: متى تؤخذوا قسرا بظنة عامر ولا ينج إلا في الصبا يزيد هذا ولا يجوز حذف الأداة وحدها ولو كانت "إن" وهناك من جوز ذلك، بتصرف من الهمع 2/62 و 63.
[46879]:فقد قال في الكشاف عند [المؤمنون: 37]: "هذا ضمير لا يعلم ما يعنى به إلا بما يتلوه من بيانه، ثم وضع "هي" موضع الحياة لأن الخبر يدل عليها ويبينها". الكشاف 3/32.
[46880]:قال في التسهيل ص 28: "ضمير الشأن عند البصريين وضمير المجهول عند الكوفيين ولا يفسر إلا بجملة خبرية مصرح بجزئيها".
[46881]:البحر 7/356.