المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{لِّلۡكَٰفِرِينَ لَيۡسَ لَهُۥ دَافِعٞ} (2)

1 - دعا داع - استعجالا على سبيل الاستهزاء - بعذاب واقع من الله للكافرين لا محالة . ليس لذلك العذاب راد يصرفه عنهم ، فوقوعه لا شك فيه ، لأنه من الله صاحب الأمر والحكم النافذ .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لِّلۡكَٰفِرِينَ لَيۡسَ لَهُۥ دَافِعٞ} (2)

فقال الله مبينا مجيبا لذلك السائل :{ للكافرين } وذلك أن أهل مكة لما خوفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعذاب قال بعضهم لبعض : من أهل هذا العذاب ؟ ولمن هو ؟ سلوا عنه محمداً فسألوه فأنزل الله : { سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين } أي : هو للكافرين ، هذا قول الحسن وقتادة . وقيل : " الباء " صلة ومعنى الآية : دعا داع وسأل سائل عذاباً واقعاً للكافرين ، أي : على الكافرين ، " اللام " بمعنى " على " وهو النضر بن الحارث حيث دعا على نفسه وسأل العذاب ، فقال : { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك } الآية ( الفرقان-59 ) ، فنزل به ما سأل يوم بدر ، فقتل صبراً ، وهذا قول ابن عباس ومجاهد : { ليس له دافع من الله } أي : بعذاب من الله .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لِّلۡكَٰفِرِينَ لَيۡسَ لَهُۥ دَافِعٞ} (2)

{ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللَّهِ } أي : ليس لهذا العذاب الذي استعجل به من استعجل ، من متمردي المشركين ، أحد يدفعه قبل نزوله ، أو يرفعه بعد نزوله ، وهذا حين دعا النضر بن الحارث القرشي أو غيره من المشركين{[1223]}  فقال : { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } إلى آخر الآيات .


[1223]:- في ب: المكذبين.
 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لِّلۡكَٰفِرِينَ لَيۡسَ لَهُۥ دَافِعٞ} (2)

وقوله : { وَاقِعٍ لِلْكَافِرينَ } أي : مُرصد مُعَدّ للكافرين .

وقال ابن عباس : { وَاقِعٍ } جاء { لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ } أي : لا دافع له إذا أراد الله كونه ؛ ولهذا قال { مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ }

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لِّلۡكَٰفِرِينَ لَيۡسَ لَهُۥ دَافِعٞ} (2)

وقوله تعالى : { للكافرين } . قال بعض النحويين : اللام توصل المعنى توصيل «على »{[11314]} . وروي أنه في مصحف أبي بن كعب : «على الكافرين » ، وقال قتادة والحسن المعنى : كأن قائلاً قال لمن هذا العذاب الواقع ؟ فقيل { للكافرين } .


[11314]:يعني أن اللام بمعنى "على".
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{لِّلۡكَٰفِرِينَ لَيۡسَ لَهُۥ دَافِعٞ} (2)

وقوله : { للكافرين } يجوز أن يكون ظرفاً لغواً متعلقاً ب { واقع ، } ويجوز أن يكون ظرفاً مستقراً خبراً لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هو للكافرين .

واللام لشبه الملك ، أي عذاب من خصائصهم كما قال تعالى : { فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين } [ البقرة : 24 ] .

ووصف العذاب بأنه واقع ، وما بعده من أوصافه إلى قوله : { إنهم يرونه بعيداً } [ المعارج : 6 ] إدماج معترض ليفيد تعجيل الإِجابة عما سأل عنه سائل بكلا معنيي السؤال لأن السؤال لم يحك فيه عذاب معين وإنما كان مُجْملاً لأن السائل سأل عن عذاب غير موصوف ، أو الداعي دعا بعذاب غير موصوف ، فحكي السؤال مجملاً ليرتب عليه وصفه بهذه الأوصاف والتعلقات ، فينتقل إلى ذكر أحوال هذا العذاب وما يحفّ به من الأهوال .

وقد طويت في مطاوي هذه التعلقات جمل كثيرة كان الكلام بذلك إيجازاً إذ حصل خلالها ما يفهم منه جواب السائل ، واستجابة الداعي ، والإِنباء بأنه عذاب واقع عليهم من الله لا يدفعه عنهم دافع ، ولا يغرهم تأخره .

وهذه الأوصاف من قبيل الأسلوب الحكيم لأن ما عدد فيه من أوصاف العذاب وهَوْلِه ووقته هو الأولى لهم أن يعلموه ليحذروه ، دون أن يخوضوا في تعيين وقته ، فحصل من هذا كله معنى : أنهم سألوا عن العذاب الذي هُددوا به عن وقته ووصفه سؤال استهزاء ، ودعوا الله أن يرسل عليهم عذاباً إن كان القرآن حقاً ، إظهاراً لقلة اكتراثهم بالإِنذار بالعذاب .

فأعلمهم أن العذاب الذي استهزأوا به واقع لا يدفعه عنهم تأخر وقته ، فإن أرادوا النجاة فليحذروه .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{لِّلۡكَٰفِرِينَ لَيۡسَ لَهُۥ دَافِعٞ} (2)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

فقال الله عز وجل: هذا العذاب الذي سأل النضر بن الحارث في الدنيا هو

{للكافرين} في الآخرة {ليس له دافع}... {من الله} يقول: لا يدفع عنهم أحد حين يقع بهم العذاب.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: ليس للعذاب الواقع على الكافرين من الله دافع يدفعه عنهم.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

والمعنى: اندفع عليهم وادي عذاب فذهب بهم وأهلكهم.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

{وَاقِعٍ لِلْكَافِرينَ} أي: مُرصد مُعَدّ للكافرين. وقال ابن عباس: {وَاقِعٍ} جاء {لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ} أي: لا دافع له إذا أراد الله كونه.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

وعبر باللام تهكماً منهم مثل {فبشرهم بعذاب} فقال: {للكافرين} أي الراسخين في هذا الوصف بمعنى: إن كان لهم في الآخرة شيء فهو العذاب، وقراءة نافع وابن عامر بتخفيف الهمزة أكثر تعجيباً أي اندفع فمه بالكلام وتحركت به شفتاه.

ولما أخبر بتحتم وقوعه علله بقوله: {ليس له} أي بوجه من الوجوه ولا حيلة من الحيل {دافع}.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والتقدير: هو للكافرين. واللام لشبه الملك، أي عذاب من خصائصهم كما قال تعالى: {فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين} [البقرة: 24]. ووصف العذاب بأنه واقع، وما بعده من أوصافه إلى قوله: {إنهم يرونه بعيداً} [المعارج: 6] إدماج معترض ليفيد تعجيل الإِجابة عما سأل عنه سائل بكلا معنيي السؤال لأن السؤال لم يحك فيه عذاب معين وإنما كان مُجْملاً لأن السائل سأل عن عذاب غير موصوف، أو الداعي دعا بعذاب غير موصوف، فحكي السؤال مجملاً ليرتب عليه وصفه بهذه الأوصاف والتعلقات، فينتقل إلى ذكر أحوال هذا العذاب وما يحفّ به من الأهوال.