جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لِّلۡكَٰفِرِينَ لَيۡسَ لَهُۥ دَافِعٞ} (2)

{ للكافرين } ، وهو نضر{[5127]} بن الحارث قال : إن كان هذا هو الحق من عندك ، فأمطر علينا حجارة من السماء ، أو ائتنا بعذاب أليم ، فالباء لتضمين معنى دعا بمعنى استدعى ، وقيل : لتضمين معنى استعجل ، وعن الحسن{[5128]} ، وقتادة لما خوفهم الله تعالى العذاب قال بعضهم : سلوا عن العذاب على من يقع ؟ فنزلت ، فعلى هذا الباء لتضمين معنى اهتم ، أو الباء بمعنى عن ، كما قيل في :{ فاسأل به خبيرا } ( الفرقان :59 ) ويكون للكافرين خبر محذوف جوابا للسائل ، أي : هو للكافرين ، { ليس له دافع } : يرده صفة أخرى لعذاب على الوجه الأول ، وجملة مؤكدة للكافرين على الثاني ،


[5127]:وهو ممن قتل يوم بدر صبرا/12 فتح كما في الدر المنثور من رواية النسائي وابن أبي حاتم والحاكم وصححه [أخرجه النسائي في "تفسيره" والحاكم في "المستدرك" (2/502) وقال:" صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ورمز له الذهبي في "التلخيص" أنه على شرط البخاري]/12.
[5128]:أخرجه ابن المنذر على ما نقله السيوطي في الدر المنثور/12.