لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{لِّلۡكَٰفِرِينَ لَيۡسَ لَهُۥ دَافِعٞ} (2)

{ للكافرين } وذلك أن أهل مكة لما خوفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعذاب قال بعضهم لبعض : من أهل هذا العذاب ولمن هو سلوا عنه محمداً فسألوه فأنزل الله تعالى سأل سائل بعذاب واقع للكافرين أي هو للكافرين . والباء صلة ومعنى الآية دعا داع وطلب طالب عذاباً واقعاً للكافرين . وهذا السائل هو النضر بن الحارث حيث دعا على نفسه وسأل العذاب فقال { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك } الآية فنزل به ما سأل فقتل يوم بدر صبراً وهذا قول ابن عباس ، { ليس له دافع } أي أن العذاب واقع بهم لا محالة سواء طلبوه أو لم يطلبوه إما في الدنيا بالقتل وإما في الآخرة ، لأن العذاب واقع بهم في الآخرة لا يدفعه دافع .