المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{أَفَأَمِنُوٓاْ أَن تَأۡتِيَهُمۡ غَٰشِيَةٞ مِّنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوۡ تَأۡتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (107)

107- أتَّخذوا عند اللَّه عهدا بعدم تعذيبهم ، فضمنوا الأمن والسلامة من أن يصيبهم اللَّه بعذاب غامر ، ويغشاهم بنقمته ، كما فعل بأسلافهم من قبل ؟ أو أن تفاجئهم القيامة وتبغتهم وهم مقيمون على الشرك والكفر ثم يكون مصيرهم إلى النار ؟ ! .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَفَأَمِنُوٓاْ أَن تَأۡتِيَهُمۡ غَٰشِيَةٞ مِّنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوۡ تَأۡتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (107)

قوله تعالى : { أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله } أي : عقوبة مجللة . قال مجاهد : عذاب يغشاهم ، نظيره قوله تعالى : { يوم يغشاهم العذاب من فوقهم } الآية [ العنكبوت-55 ] . قال قتادة : وقيعة . وقال الضحاك : يعني الصواعق والقوارع .

قوله تعالى : { أو تأتيهم الساعة بغتةً } فجأة { وهم لا يشعرون } بقيامها . قال ابن عباس : تهيج الصيحة بالناس وهم في أسواقهم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَفَأَمِنُوٓاْ أَن تَأۡتِيَهُمۡ غَٰشِيَةٞ مِّنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوۡ تَأۡتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (107)

{ أَفَأَمِنُوا } أي : الفاعلون لتلك الأفعال ، المعرضون عن آيات الله { أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ } أي : عذاب يغشاهم ويعمهم ويستأصلهم ، { أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً } أي : فجأة { وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } أي : فإنهم قد استوجبوا لذلك ، فليتوبوا إلى الله ، ويتركوا ما يكون سببا في عقابهم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَفَأَمِنُوٓاْ أَن تَأۡتِيَهُمۡ غَٰشِيَةٞ مِّنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوۡ تَأۡتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (107)

القول في تأويل قوله تعالى : { أَفَأَمِنُوَاْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مّنْ عَذَابِ اللّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } .

يقول جلّ ثناؤه : أفأمن هؤلاء الذين لا يقرّون بأن الله ربهم إلا وهم مشركون في عبادتهم إياه غيره ، أنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللّهِ تغشاهم من عقوبة الله وعذابه ، على شركهم بالله ، أو تأتيهم القيامة فجأة وهم مقيمون على شركهم وكفرهم بربهم ، فيخلدهم الله عزّ وجلّ في ناره وهم لا يدرون بمجيئها وقيامها .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : أنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللّهِ قال : تغشاهم .

حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : غاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللّهِ قال : تغشاهم .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : أفأَمِنُوا أنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذَاب اللّهِ : أي عقوبة من عذاب الله .

حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : غاشيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللّهِ قال : غاشية واقعة تغشاهم من عذاب الله .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{أَفَأَمِنُوٓاْ أَن تَأۡتِيَهُمۡ غَٰشِيَةٞ مِّنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوۡ تَأۡتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (107)

اعتراض بالتفريع على ما دلت عليه الجملتان قبله من تفظيع حالهم وجرأتهم على خالقهم والاستمرار على ذلك دون إقلاع ، فكأنهم في إعراضهم عن توقع حصول غضب الله بهم آمنون أن تأتيهم غاشية من عذابه في الدنيا أو تأتيهم الساعة بغتة فتحول بينهم وبين التوبة ويصيرون إلى العذاب الخالد .

والاستفهام مستعمل في التوبيخ .

والغشْي والغشيان : الإحاطة من كل جانب { وإذا غشيهم موج كالظلل } [ سورة لقمان : 32 ] . وتقدم في قوله تعالى يغشي الليل النهار في [ سورة الأعراف : 54 ] .

والغاشية الحادثة التي تحيط بالناس . والعرب يؤنثون هذه الحوادث مثل الطّامة والصاخة والداهية والمصيبة والكارثة والحادثة والواقعة والحاقة . والبغتة : الفجأة . وتقدمت عند قوله تعالى : { حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة } في آخر سورة الأنعام ( 31 ) .