تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَفَأَمِنُوٓاْ أَن تَأۡتِيَهُمۡ غَٰشِيَةٞ مِّنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوۡ تَأۡتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (107)

وقوله تعالى : ( أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) أي كيف أمنوا أن يأتيهم عذاب الله ( أو تأتيهم الساعة بغتة ) وقد سمعوا بإتيان العذاب بمن قبلهم وهلاكهم ، وقد جاء ما يخوفهم إتيان الساعة ، وخافوا [ بها ولو ][ في الأصل وم : عنها وأن ] لم يعلموا لها حقيقة لما تركوا العلم بها ترك[ في الأصل وم : نزل ] معاندة ومكابرة لا ترك من[ في الأصل وم : ما ] لم يبين لهم . ومن لم يأت له التخويف والإعلام ؟

[ وقوله تعالى ][ في الأصل وم : و ] : ( غاشية من عذاب الله ) قال أبو عوسجة ، رحمه الله : أي مجللة تغشاهم ، ومنه قوله تعالى : ( هل أتاك حديث الغاشية )[ الغاشية : 1 ] وهو ما يأتيهم من العذاب ، أي عذاب من عذاب الله سبحانه وتعالى وهو كقوله تعالى : ( ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك )[ الأنبياء : 46 ] يجب أن يكون أهل الإسلام معتبرين بقوله : ( و كأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها ) وكذلك بقوله : ( أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة ) وإن كانت الآيتان نزلتا فيهم لأنهم يمرون بما ذكر من الآيات ، ولا يعتبرون بما ذكر ليكونوا[ في الأصل وم : وكذلك يكونون ] آمنين /259-أن غاشية من عذاب الله سبحانه .