فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَفَأَمِنُوٓاْ أَن تَأۡتِيَهُمۡ غَٰشِيَةٞ مِّنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوۡ تَأۡتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (107)

{ أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مّنْ عَذَابِ الله } الاستفهام للإنكار ، والغاشية ما يغشاهم ويغمرهم من العذاب كقوله تعالى : { يَوْمَ يغشاهم العذاب مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ } [ العنكبوت : 55 ] وقيل : هي الساعة ، وقيل : هي الصواعق والقوارع ، ولا مانع من للحمل على العموم { أَوْ تَأْتِيَهُمُ الساعة بَغْتَةً } أي : فجأة ، وانتصاب بغتة على الحال . قال المبرد : جاء عن العرب حال بعد نكرة ، وهو قولهم : وقع أمر بغتة ، يقال : بغتهم الأمر بغتاً وبغتة : إذا فاجأهم { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } بإتيانه ، ويجوز انتصاب بغتة على أنها صفة مصدر محذوف .

/خ108