ثم أضاف نوح - عليه السلام - إلى تهديدهم تهديدا آخر فقال : { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } .
أى : فسوف تعلمون عما قريب ، من منا الذى سينزل عليه العذاب المخزى المهين فى الدنيا ، ومن منا الذى سيحل عليه العذاب الدائم الخالد فى الآخرة .
وبهذا نرى أن هذه الآيات الكريمة قد قررت حكم الله الفاضل فى شأن قوم نوح - عليه السلام - بعد أن لبث فيهم زمنا طويلا يدعوهم إلى الحق ، ولكنهم صموا آذانهم عنه فماذا كان من أمره وأمرهم بعد ذلك .
ثم جاء قوله : { فسوف تعلمون } تهديداً ، والسخر : الاستجهال مع استهزاء ، ومصدره : سُخرى بضم السين ، والمصدر من السخرة والتسخر سِخري بكسرها{[6333]} .
و «العذاب المخزي » هو الغرق ، و «المقيم » هو عذاب الآخرة ، وحكى الزهراوي أنه يقرأ «ويحُل » بضم الحاء ، ويقرأ «ويحِل » بكسرها ، بمعنى ويجب . و { من } في موضع نصب ب { تعلمون } . وجاز أن يكون { تعلمون } بمثابة تعرفون في التعدي إلى مفعول واحد ، وجائز أن تكون التعدية إلى مفعولين واقتصر على الواحد{[6334]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.