فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابٞ مُّقِيمٌ} (39)

{ فسوف تعلمون من } موصولة في محل نصب أو استفهامية في محل رفع أي أينا { يأتيه عذاب يخزيه } أي يهينه وهو عذاب الغرق في الدنيا قاله ابن عباس : والمراد بالعذاب الخزي العذاب الذي يخزي صاحبه ويحل عليه العار { ويحل } التلاوة بكسر الحاء ويجوز لغة ضمها كما في المصباح أي ينزل { عليه عذاب مقيم } في الآخرة وهو عذاب النار الدائم والخلود فيها .

وقيل معنى يحل يجعل المؤجل مأخوذ من حلول الدين المؤجل .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان نوح مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم حتى كان آخر زمانه غرس شجرة فعظمت وذهبت كل مذهب ثم قطعها ثم جعل يعمل منها سفينة ويمرون فيسألونه فيقول أعملها سفينة يسخرون منه ويقولون تعمل سفينة في البر وكيف تجري قال سوف تعلمون فلما فرغ منها وفار التنور وكثر الماء في السكك خشيت أم الصبي عليه وكانت تحبه حبا شديدا فخرجت إلى الجبل حتى إذا بلغت ثلثه فلما بلغها الماء خرجت حتى استوت على الجبل فلما بلغ الماء رقبته رفعته بين يديها حتى ذهب الماء بها ، فلو رحم الله منهم أحدا لرحم أم الصبي{[953]} وقد ضعفه الذهبي في مستدركه على مستدرك الحاكم وقد روي في صفة السفينة وقدرها أحاديث وآثار ليس في ذكرها هنا كثير فائدة .


[953]:المستدرك كتاب التفسير هود- 21/342.