تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابٞ مُّقِيمٌ} (39)

وقوله تعالى : ( فسوف تعلمون ) هو وعيد ؛ أي سوف تعلمون أن حاصل سخريتكم رجع إليكم كقوله : ( وما يخدعون إلا أنفسهم )الآية[ البقرة : 9 ] أي سوف تعلمون إذا نجونا نحن ، وغرقتم أنتم ( من يأتيه عذاب يخزيه ) أي عذاب يفضحه ويهلكه ، وهو الغرق ( ويحل عليه عذاب مقيم ) أي عذاب يدوم . وقال بعضهم : ( عذاب مقيم ) هو عذاب الآخرة كقوله : ( أغرقوا فأدخلوا نارا )[ نوح : 25 ] .

وأما قول أهل التأويل : إن سفينة نوح كان طولها كذا ، وعرضها كذا ، فليس لنا بذلك علم ، ولا حاجة لنا إلى معرفة ذلك . فإن صح ذلك فهو ما قالوا ، وقولهم : كان لها ثلاثة أبواب وثلاثة أطباق . فذلك أيضا لا نعرفه ، ولا قوة إلا بالله .