{ فسوف تعلمون } إذا عاينتم العذاب{[32297]} { من يأتيه عذاب يخزيه }[ 39 ] أي : من هو أحمد عاقبة منا ، ومنكم{[32298]} .
و( من ) تكون هنا خبرا ، واستفهاما ، وتقريرا ، إعرابها في الوجهين ظاهر .
( وروت عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لو رحم الله ( أحدا من قوم نوح ){[32299]} لرحم أم الصبي ، كان نوح{[32300]} قد مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، يدعوهم إلى الله عز وجل{[32301]} ، حتى كان آخر زمانه غارس شجرة ، فعظمت{[32302]} ، وذهبت كل مذهب ، ثم قطعها ، ثم جعل يعمل{[32303]} سفينته{[32304]} . ويمرون ، فيسألونه ، فيقول : أعمل سفينة . فيسخرون منه ، ويقولون : تعمل سفينة في البر ، فكيف تجري ؟ فيقول : سوف تعلمون . فلما فرغ منها ، وفار التنور ، وكثر الماء في السكك ، وخشيت أم الصبي عليه ، وكانت{[32305]} تحبه حبا شديدا ، فخرجت إلى الجبل ، حتى بلغت ثلثه{[32306]} ، فلما بلغها الماء ، خرجت حتى بلغت ثلثي الجبل ، فلما بلغها الماء ، خرجت حتى استوت على الجبل ، فلما بلغ الماء رقبتها ، رفعته{[32307]} بيديها حتى ذهب بها الماء{[32308]} .
قال{[32309]} قتادة : كان طول السفينة ثلاثمائة ذراع ، وعرضها خمسون ذراعا ، وطولها في السماء ثلاثون ذراعا ، وبابها في عرضها{[32310]} .
وقال الحسن : كان طول السفينة ألف ذراع ، ومائتي{[32311]} ذراع{[32312]} ، وعرضها ستمائة ذراع{[32313]} .
وقال عكرمة : إنما طولها ثلاثمائة ذراع ، وعرضها ورفعها{[32314]} ثلاثون ذراعا{[32315]} .
وعن الحسن ، ( رحمة الله عليه ، أيضا ){[32316]} ، أنه قال : كان طولها ألف ذراع ، في خمسمائة ذراع ، وبابها في جنبها{[32317]} .
قال : أبو رجاء{[32318]} : كانت مطبقة .
وقيل : إنها كانت : ثلاث{[32319]} طبقات : طبقة فيها الدواب والوحوش{[32320]} ، وطبقة فيها الإنس ، وطبقة فيها الطير . فلما كثر أروات الدواب أوحى الله عز وجل{[32321]} ، إلى نوح{[32322]} : أن أغمز ذنب الفيل ، فغمزه . فوقع منه خنزير وخنزيرة ، فأقبل على الروث . ثم إن الفأر وقع بحبل{[32323]} السفينة يقرضه{[32324]} ، فأوحى الله إلى نوح أن اضرب بين عيني الأسد ، فضرب ، فخرج من منخره سنور وسنورة ، فأقبل على الفأر{[32325]} .
قال ابن عباس : قال الحواريون لعيسى عليه السلام : لو بعثت لنا رجلا شهد السفينة ، فحدثنا عنها ، قال : فانطلق بهم عيسى عليه السلام ، حتى أتى إلى كثيب من تراب ، فأخذ كفا من ذلك التراب بكفيه ، فقال : أتدرون ما هذا قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : هذا/ كعب حام بن نوح . قال : فضرب الكثيب بعصى ، وقال : ثم بإذن الله ، فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه ، قد شاب ، قال له عيسى : هكذا هلكت . قال : لا ، ولكن مت ، وأنا شاب ، ولكنني ظننت أنها الساعة ، فمن ثم : شبت . قال : حدثنا عن سفينة نوح قال : كان طولها ألف ذراع ، ومائتي ذراع ، وعرضها ستمائة ذراع . ثم حكى له طبقاتها ، وما كان فيها ، وقصة الأرواث ، والفأر على ما تقدم ذكره . ثم قال له عيسى عليه السلام{[32326]} : كيف علم نوح أن البلاد قد{[32327]} غرقت ؟ قال : بعث الغراب يأتيه بالخبر ، فوجد جيفة فوقع عليها ، فدعا عليه{[32328]} بالخوف ، فلذلك لا يألف البيوت . قال : ثم بعث الحمامة ، فجاءت بورق زيتون بمنقاريها ، وطين برجليها . فعلم أن البلاد قد غرقت ، فطوقها الخضرة التي في عنقها ، ودعا أن تكون في أنس ، وأمان ، فمن ثم تألف البيوت{[32329]} .
وروى عبيد بن عمير الليثي{[32330]} : أنهم كانوا يخنقون نوحا حتى يغشى عليه ، فإذا فاق قال : اللهم أغفر لقومي ، فإنهم لا يعلمون . حتى إذا تمادوا في المعصية ، وتطاول عليه منهم الشأن{[32331]} ، وعظيم البلاء ، ولا يأتي قرن منهم إلا كان أخبث من صاحبه . يقولون : قد كان هذا مع آبائنا ، وأجدادنا مجنونا ، لا تقبل منه شيئا . فشكا ذلك إلى الله ، وقال كما قص الله سبحانه علينا : { رب{[32332]} قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلى فرارا }{[32333]} – إلى آخر القصة – ثم قال{[32334]} : { رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا{[32335]} – إلى آخر القصة - . فأوحى الله عز وجل{[32336]} ، إليه : أن اصنع الفلك . وزعم أهل التوراة أن الله سبحانه ، أمره أن يجعل عوده من الساج ، وأن يطليه{[32337]} بالقار{[32338]} ، من داخل ، ومن خارج ، وأن يجعل طوله ثمانين ذراعا ، وعرضه خمسين ذراعا ، وطوله في السماء ثلاثين ذراعا ، وجعل الله عز وجل ، له فور التنور{[32339]} آية . فلما فار ، حمل في الفلك من أمره الله سبحانه ، بنيه الثلاثة{[32340]} : سام ، وحام{[32341]} ، ويافث ، ونساءهم ، وستة أناس ممن كان آمن به . فكان جميعهم عشرة رجال . وتخلف عنه ابنه يام ، وكان كافرا{[32342]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.