المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{۞أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۖ وَلِلۡكَٰفِرِينَ أَمۡثَٰلُهَا} (10)

10- أَقَعدوا عن طلب ما يعظهم ، فلم يسيروا في الأرض فينظروا في أي حال كان عاقبة الذين كذَّبوا الرسل من قبلهم ، أوقع الله عليهم الهلاك في كل ما يختص بهم من نفس ومال وولد ، وللكافرين بالله وبرسوله أمثال هذه العاقبة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{۞أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۖ وَلِلۡكَٰفِرِينَ أَمۡثَٰلُهَا} (10)

يقول تعالى : { أَفَلَمْ يَسِيرُوا } يعني : المشركين بالله المكذبين لرسوله { فِي الأرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ } أي : عاقبهم بتكذيبهم وكفرهم ، أي : ونجى المؤمنين من بين أظهرهم ؛ ولهذا قال : { وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا }

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{۞أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۖ وَلِلۡكَٰفِرِينَ أَمۡثَٰلُهَا} (10)

{ أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم } استأصل عليهم ما اختص بهم من أنفسهم وأهليهم وأموالهم . { وللكافرين } من وضع الظاهر موضع المضمر . { أمثالها } أمثال تلك العاقبة أو العقوبة ، أو الهلكة لأن التدمير يدل عليها ، أو السنة لقوله تعالى : { سنة الله التي قد خلت } .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{۞أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۖ وَلِلۡكَٰفِرِينَ أَمۡثَٰلُهَا} (10)

تفريع على جملة { والذين كفروا فتعساً لهم } [ محمد : 8 ] الآية ، وتقدم القول في نظائر { أولم يسيروا في الأرض } في سورة الروم ( 9 ) وفي سورة غافر ( 21 ) .

والاستفهام تقريري ، والمعنى : أليس تعس الذين كفروا مشهوداً عليه بآثاره من سوء عاقبة أمثالهم الذين كانوا قبلهم يدينون بمثل دينهم .

وجملة { دمر الله عليهم } استئناف بياني ، وهذا تعريض بالتهديد . والتدمير : الإهلاك والدمار وهو الهلك . وفعل { دمَّر } متعد إلى المدمَّر بنفسه ، يقال : دمرهم الله ، وإنما عدي في الآية بحرف الاستعلاء للمبالغة في قوة التدمير ، فحذف مفعول { دمر } لقصد العموم ، ثم جعل التدمير واقعاً عليهم فأفاد معنى { دمّر } كل ما يختصُّ بهم ، وهو المفعول المحذوف ، وأن التدمير واقع عليهم فهم من مشموله .

وجملة { وللكافرين أمثالها } اعتراض بين جملة { أفلم يسيروا في الأرض } وبين جملة { ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا } [ محمد : 11 ] . والمراد بالكافرين : كفار مكة . والمعنى : ولكفاركم أمثال عاقبة الذين من قبلهم من الدّمار وهذا تصريح بما وقع به التعريض للتأكيد بالتعميم ثم الخصوص .

وأمثال : جمع مِثْل بكسر الميم وسكون الثاء ، وجمع الأمثال لأن الله استأصل الكافرين مرات حتى استقر الإسلام فاستأصل صناديدهم يوم بدر بالسيف ، ويوم حنين بالسيف أيضاً ، وسلط عليهم الريح يوم الخندق فهزمهم وسلط عليهم الرعب والمذلة يوم فتح مكة ، وكل ذلك مماثل لما سلطه على الأمم في الغاية منه وهو نصر الرسول صلى الله عليه وسلم ودينه ، وقد جعل الله ما نصر به رسوله صلى الله عليه وسلم أعلى قيمة بكونه بيده وأيدي المؤمنين مباشرة بسيوفهم وذلك أنكى للعدو . وضمير { أمثالها } عائد إلى { عاقبة الذين من قبلهم } باعتبار أنها حالة سوء .