ثم خوّف سبحانه الكفار ، وأرشدهم إلى الاعتبار بحال من قبلهم ، فقال : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأرض } أي ألم يسيروا في أرض عاد وثمود وقوم لوط وغيرهم ليعتبروا { فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين مِن قَبْلِهِمْ } أي آخر أمر الكافرين قبلهم ، فإن آثار العذاب في ديارهم باقية .
ثم بيّن سبحانه ما صنع بمن قبلهم فقال : { دَمَّرَ الله عَلَيْهِمْ } والجملة مستأنفة جواب سؤال مقدّر ، والتدمير : الإهلاك ، أي أهلكهم واستأصلهم ، يقال : دمّره ودمر عليه بمعنى . ثم توعد مشركي مكة فقال : { وللكافرين أمثالها } أي لهؤلاء الكافرين أمثال عاقبة من قبلهم من الأمم الكافرة . قال الزجاج وابن جرير : الضمير في { أمثالها } يرجع إلى { عاقبة الذين من قبلهم } ، وإنما جمع لأن العواقب متعدّدة بحسب تعدّد الأمم المعذبة ، وقيل : أمثال العقوبة ، وقيل : الهلكة ، وقيل : التدميرة ، والأوّل أولى لرجوع الضمير إلى ما هو مذكور قبله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.