فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{۞أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۖ وَلِلۡكَٰفِرِينَ أَمۡثَٰلُهَا} (10)

{ أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمّر الله عليهم وللكافرين أمثالها( 10 ) } .

ألم يسافر هؤلاء الغافلون الضالون فيروا مصير الذين سبقوهم بالجهالة والضلالة فأهلكهم الله وخرب بيوتهم ببغيهم وغيهم ؛ ولهؤلاء المشركون المكذبين محمدا ودين الحق ، لهؤلاء بكفرهم مصير كمصير أسلافهم .

يقال : دمر عليه أي أهلك ما يختص به- من آل ومال- فدمر عليه أبلغ من دمره .

[ . . وإنما هذا توبيخ من الله لهم لأنهم قد كانوا يسافرون إلى الشام فيرون نقمة الله التي أحلها{[4818]} بأهل حجر وثمود ، ويرون في سفرهم إلى اليمن ما أحل{[4819]} الله بسبأ ، فقال لنبيه- عليه السلام- وللمؤمنين به : أفلم يسر هؤلاء المشركون سفرا في البلاد فينظروا كيف كان عاقبة تكذيب الذين من قبلهم من الأمم المكذبة رسلها ، الرادّة نصائحهم ؟ ! ألم نهلكها فندمر عليها منازلها ونخربها ؟ فيتعظوا بذلك ويحذروا أن يفعل الله ذلك بهم في تكذيبهم إياك فينيبوا إلى طاعة الله في تصديقك ، ثم توعدهم- جل ثناؤه- وأخبرهم إن هم أقاموا على تكذيبهم رسوله أنه محل بهم من العذاب ما أحل بالذين كانوا من قبلهم من الأمم . . ]{[4820]} .


[4818]:أنزل الله العذاب بمحلتهم وبلادهم وديارهم ومحل إقامتهم.
[4819]:أنزل الله العذاب بمحلتهم وبلادهم وديارهم ومحل إقامتهم.
[4820]:ما بين العارضتين أورده أبو جعفر.