تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{۞أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۖ وَلِلۡكَٰفِرِينَ أَمۡثَٰلُهَا} (10)

الآية 10 وقوله تعالى : { أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } قد ذكرنا في ما تقدم أنه يُخرّج على وجوه ثلاثة :

أحدها : أي لو ساروا في الأرض لعرفوا ما نزل بهم ، وهو تكذيبهم بالرسل وكفرهم بهم ، ولعرفوا أن من نجا منهم بماذا نجا ، وهو التصديق لهم والإيمان بهم .

والثاني : على الأمر ، أي سيروا في الأرض ، فانظروا ما الذي نزل بمكذّبي الرسل [ والمستهزئين بهم ]{[19417]} ليكون ذلك مزجرة لهم عن مثل معاملتهم الرسول عليه السلام .

والثالث : أي قد ساروا في الأرض ، لكن لم ينظروا ، ولم يعتبروا بما نزل بأولئك أنه بماذا نزل بهم ، ولو تأمّلوا فيهم لكان ذلك زجرا لهم عن المعاودة إلى مثل ذلك ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { دمّر الله عليهم وللكافرين أمثالها } هذا يخرّج على وجوه :

أحدها : أي دمّر الله عليهم ، وللكافرين سوى هؤلاء الكفار الذين دمّر الله عليهم أمثال ما لهم من الهلاك بتكذيبهم الرسل .

والثاني : { دمّر الله عليهم وللكافرين أمثالها } أي للكافرين من قومك أمثالها ، وهذا وعيد لقوله .

والثالث : [ أي يكون ]{[19418]} لقومه لكل كافر أمثال ذلك ، والله أعلم .


[19417]:في الأصل وم: ومستهزئيهم.
[19418]:في الأصل وم: أن يقول.