الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۖ وَلِلۡكَٰفِرِينَ أَمۡثَٰلُهَا} (10)

ثم قال : { أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم } [ 11 ] .

أي : لو لم يسافر هؤلاء المشركون{[63430]} الذين يكرهون القرآن ويكذبون محمدا{[63431]} إلى الشام وإلى غيره من البلدان ، فيمرون على ديار من كان قبلهم من الأمم الماضية{[63432]} المكذبة لأنبيائها{[63433]} فينظروا كيف كان عاقبة فعلهم ، أن الله أهلكهم ودمر عليهم .

{ وللكافرين أمثالها } أي : ولمن تمادى على كفره منكم أمثال هذه الفعلة التي فعلنا بالأمم الماضية من الهلاك والتدمير ، وهذا وعيد وتهديد من الله جل ذكره لقريش ولمن ركب طريقتهم في الكفر والتكذيب للأنبياء .

قال الزجاج{[63434]} : " والهاء في أمثالها " تعود على العاقبة{[63435]} ، وهو قول الطبري ، قال : المعنى : وللكافرين من قريش أمثال عاقبة تكذيب الأمم الذين كانوا من قبلهم{[63436]} .


[63430]:ع : "المشركين" وهو خطأ.
[63431]:ح : "محمد".
[63432]:ساقط من ع.
[63433]:ع : "لرسلها".
[63434]:ساقط من ع.
[63435]:انظر: "معاني الزجاج" 5/8.
[63436]:انظر: جامع البيان 26/30، وتفسير القرطبي 16/234.