وقوله : ونَبّئْهُمْ أنّ الماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ يقول تعالى ذكره : نبئهم : أخبرهم أن الماء قسمة بينهم ، يوم غبّ الناقة ، وذلك أنها كانت ترد الماء يوما ، وتغبّ يوما ، فقال جلّ ثناؤه لصالح : أخبر قومك من ثمود أن الماء يوم غبّ الناقة قسمة بينهم ، فكانوا يقتسمون ذلك يوم غبها ، فيشربون منه ذلك اليوم ، ويتزوّدون فيه منه ليوم ورودها .
وقد وجه تأويل ذلك قوم إلى أن الماء قسمة بينهم وبين الناقة يوما لهم ويوما لها ، وأنه إنما قيل بينهم ، والمعنى : ما ذكرت عندهم ، لأن العرب إذا أرادت الخبر عن فعل جماعة بني آدم مختلطا بهم البهائم ، جعلوا الفعل خارجا مخرج فعل جماعة بني آدم ، لتغليبهم فعل بني آدم على فعل البهائم .
وقوله : كُل شِرْب مُحْتَضَرٌ يقول تعالى ذكره : كلّ شرب من ماء يوم غبّ الناقة ، ومن لبن يوم ورودها محتضر يحتضرونه . كما :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : كُلّ شِرْب مُحْتَضَر قال : يحضرون بهم الماء إذا غابت ، وإذا جاءت حضروا اللبن .
حدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : كُل شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ قال : يحضرون بهم الماء إذا غابت ، وإذا جاءت حضروا اللبن .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{ونبئهم أن الماء قسمة} يوم للناقة ويوم لأهل القرية {بينهم كل شرب محتضر} يعني اليوم والناقة، يقول: إذا كان يوم الناقة حضرت شربها، وإذا كان يومهم حضروا شربهم.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"ونَبّئْهُمْ أنّ الماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ "يقول تعالى ذكره: نبئهم: أخبرهم أن الماء قسمة بينهم، يوم غِبّ الناقة، وذلك أنها كانت ترد الماء يوما، وتغِبّ يوما، فقال جلّ ثناؤه لصالح: أخبر قومك من ثمود أن الماء يوم غبّ الناقة قسمة بينهم، فكانوا يقتسمون ذلك يوم غبها، فيشربون منه ذلك اليوم، ويتزوّدون فيه منه ليوم ورودها.
وقد وجه تأويل ذلك قوم إلى أن الماء قسمة بينهم وبين الناقة يوما لهم ويوما لها، وأنه إنما قيل بينهم، والمعنى: ما ذكرت عندهم، لأن العرب إذا أرادت الخبر عن فعل جماعة بني آدم مختلطا بهم البهائم، جعلوا الفعل خارجا مخرج فعل جماعة بني آدم، لتغليبهم فعل بني آدم على فعل البهائم.
وقوله: "كُل شِرْب مُحْتَضَرٌ" يقول تعالى ذكره: كلّ شرب من ماء يوم غبّ الناقة، ومن لبن يوم ورودها محتضر يحتضرونه... عن مجاهد، في قوله: "كُلّ شِرْب مُحْتَضَر" قال: يحضرون بهم الماء إذا غابت، وإذا جاءت حضروا اللبن.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
ثم أمره بأن يخبر ثمود {أن الماء قسمة بينهم}: و {الماء}: هو ماء البئر التي كانت لهم، واختلف المتأولون في معنى هذه القسمة، فقال جمهور منهم {قسمة بينهم}: و {الماء}: هو ماء البئر التي كانت لهم، واختلف المتأولون في معنى هذه القسمة، فقال جمهور منهم {قسمة بينهم}: يتواسونه في اليوم الذي لا ترده الناقة وذلك فيما روي أن الناقة كانت ترد البئر غباً، وتحتاج جميع مائه يومها، فنهاهم الله عن أن يستأثر أهل اليوم الذي لا ترد الناقة فيه بيومهم، وأمرهم بالتواسي مع الذين ترد الناقة في يومهم. وقال آخرون معناه: الماء بين جميعهم وبين الناقة قسمة. و: {محتضر} معناه: محضور مشهود متواسىً فيه، وقال مجاهد المعنى: {كل شرب} أي من الماء يوماً ومن لبن الناقة يوماً {محتضر} لهم، فكأنه أنبأهم الله عليهم في ذلك.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
وأخبر عن الماء بأنه {قسمة}. والمراد مقسوم فهو من الإِخبار بالمصدر للتأكيد والمبالغة.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.