المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{أُبَلِّغُكُمۡ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَأَنَا۠ لَكُمۡ نَاصِحٌ أَمِينٌ} (68)

68- إني فيما أقول لكم : أبلِّغكم أوامر ربى ونواهيه ، وهي رسالاته إليكم ، وإني أمحضكم نصحاً وإخلاصاً لكم ، وأنا أمين فيما أخبركم به ، ولست من الكاذبين .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أُبَلِّغُكُمۡ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَأَنَا۠ لَكُمۡ نَاصِحٌ أَمِينٌ} (68)

59

( أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين )

وعن نصحه لهم فيها وأمانته في تبليغها . وقال لهم ذلك كله في مودة الناصح وفي صدق الأمين .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{أُبَلِّغُكُمۡ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَأَنَا۠ لَكُمۡ نَاصِحٌ أَمِينٌ} (68)

تفسير الآية تقدّم في نظيرها آنفاً في قصّة نوح ، إلاّ أنّه قال في قصّة نوح { وأنْصح لكم } [ الأعراف : 62 ] وقال في هذه { وأنا لكم ناصح أمين } فنوحٌ قال ما يدلّ على أنّه غير مُقلع عن النّصح للوجه الذي تقدّم ، وهود قال ما يدلّ على أنّ نصحه لهم وصف ثابت فيه متمكّن منه ، وأن ما زعموه سفاهةً هو نصح .

وأُتبع { ناصح } ب { آمين } وهو الموصوف بالأمانة لردّ قولهم له : { لنظنّك من الكاذبين } [ الأعراف : 66 ] لأنّ الأمين هو الموصوف بالأمانة ، والأمانة حالة في الإنسان تبعثه على حفظ ما يجب عليه من حقّ لغيره ، وتمنعه من إضاعته ، أو جعله لنفع نفسه ، وضدّها الخيانة .

والأمانةُ من أعزّ أوصاف البشر ، وهي من أخلاق المسلمين ، وفي الحديث : " لاَ إيمَانَ لِمَنْ لاَ أمان له " وفي الحديث : " إنّ الأمانة نزلت في جذر قلوب الرّجال ثم عَلِمُوا من القرآن ثمّ عَلِمُوا من السُّنَّة ، ثمّ قال يَنام الرجل النّومة فتقبض الأمانة من قلبه ، إلى أن قال فيقال : إنّ في بني فلان رَجُلاً أميناً ويقال للرّجل ما أعْقَله وما أظرفه وما أجْلَده وما في قلبه مثقالُ حبّة من خَرْدَلٍ من إيمان " فذَكَر الإيمان في موضع الأمانة . والكذبُ من الخيانة ، والصّدق من الأمانة ، لأنّ الكذب الخبر بأمر غير واقع في صورة توهم السّامع واقع ، فذلك خيانة للسّامع ، والصّدق إبلاغ الأمر الواقع كما هو فهو أداء لأمانةِ ما علِمَه المخبرُ ، فقوله في الآية { أمين } وصف يجمع الصّفات التي تجعله بمحلّ الثّقة من قومه ، ومن ذلك إبطال كونه من الكاذبين .

وتقديم { لكم } على عامله للإيذان باهتمامه بما ينفعهم .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أُبَلِّغُكُمۡ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَأَنَا۠ لَكُمۡ نَاصِحٌ أَمِينٌ} (68)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يعني بقوله:"أُبَلّغُكُمْ رِسالاتِ رَبّي": أؤدّي ذلك إليكم أيها القوم. "وأنا لَكُمْ ناصِحٌ": يقول: وأنا لكم في أمري إياكم بعبادة الله دون ما سواه من الأنداد والآلهة، ودعائكم إلى تصديقي فيما جئتكم به من عند الله، ناصحٌ، فاقبلوا نصيحتي، فإني أمين على وحي الله وعلى ما ائتمنني الله عليه من الرسالة، لا أكذب فيه ولا أزيد ولا أبدّل، بل أبلغ ما أمرت به كما أمرت.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي أدعوكم إلى وحدانية الله وعبادته والتمسك بالدين الذي به نجاتكم. وكل من دعا آخر إلى ما به نجاته فهو ناصح له...

{وأنا لكم ناصح أمين} أي كنت ناصحا لكم قبل هذا أمينا فيكم. فكيف تكذّبونني، وتنسبونني إلى السفه؟ وأنا أمين على الرسالة والوحي الذي وضع الله عندي...

{أبلّغكم رسالات ربي} خوّفتمونني أو لم تخوّفوني، قبلتم عني أو لم تقبلوا،...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

...معنى الإبلاغ، وهو: إحضار الشيء غيره على وجه الانتهاء، ومنه قوله "ثم أبلغه مأمنه "وقد يكون إحضارا لنفس البيان للإفهام والإبلاغ أشد اقتضاء للمنتهى إليه من الإيصال، لأنه يقتضي بلوغ فهمه وعقله كالبلاغة التي تصل إلى سويداء قلبه...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{أمين} يحتمل أن يريد: على الوحي والذكر النازل من قبل الله عز وجل، ويحتمل أن يريد: أنه أمين عليهم وعلى غيبهم وعلى إرادة الخير بهم، والعرب تقول: فلان لفلان ناصح الجيب أمين الغيب، ويحتمل أن يريد به أمين من الأمن أي جهتي ذات أمن من الكذب والغش...

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

... وهذه الصفات التي يتصف بها الرسل: البلاغة والنصح والأمانة...

تفسير المنار لرشيد رضا 1354 هـ :

أمين على ما أقول فيه عن الله تعالى فإنني لا أكذب عليكم فكيف أكذب على ربي عز وجل؟ وهذا أقوى من قول نوح: وأنصح لكم. فإنه يحتج عليهم بأن النصح وصف قائم به ثابت له عندهم، لما يعهدون من سيرته معهم، وكذلك الصدق والأمانة، لأنهم رموه بالكذب والسفاهة، وقوم نوح إنما رموه بالضلالة...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والأمانة حالة في الإنسان تبعثه على حفظ ما يجب عليه من حقّ لغيره، وتمنعه من إضاعته، أو جعله لنفع نفسه، وضدّها الخيانة. والأمانةُ من أعزّ أوصاف البشر، وهي من أخلاق المسلمين... والكذبُ من الخيانة، والصّدق من الأمانة، لأنّ الكذب الخبر بأمر غير واقع في صورة توهم السّامع واقع، فذلك خيانة للسّامع، والصّدق إبلاغ الأمر الواقع كما هو فهو أداء لأمانةِ ما علِمَه المخبرُ، فقوله في الآية {أمين} وصف يجمع الصّفات التي تجعله بمحلّ الثّقة من قومه، ومن ذلك إبطال كونه من الكاذبين. وتقديم {لكم} على عامله للإيذان باهتمامه بما ينفعهم...

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

ثم قال: {أبلغكم رسالات ربي} من شرائع وأحكام فيها صلاحكم في الدنيا والآخرة، و إني مع الرسالة {ناصح أمين}، أي أنصحكم النصيحة بأمانة لا أغشكم ولا أخدعكم بل أدعوكم إلى سواء السبيل، وقد توقع استغرابهم من أن يكون منهم رسول، وقد ذكروا ذلك كما ذكروه من بعد لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، فالعقلية الوثنية الجاحدة واحدة، تختلف الأقوام، ولا يختلف المنزع.