إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{أُبَلِّغُكُمۡ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَأَنَا۠ لَكُمۡ نَاصِحٌ أَمِينٌ} (68)

وقولُه تعالى : { أُبَلّغُكُمْ رسالات رَبّي } استئنافٌ سيق لتقرير رسالتِه وتفصيلِ أحوالِها ، وقيل : صفةٌ أخرى لرسولٌ والكلامُ في إضافة الربِّ إلى نفسه عليه السلام بعد إضافته إلى العالمين وكذا في جمع الرسالاتِ كالذي مر في قصة نوحٍ عليه السلام ، وقرئ أُبْلِغُكم من الإبلاغ { وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ } معروفٌ بالنصح والأمانةِ مشهورٌ بين الناس بذلك ، وإنما جيء بالجملة الاسميةِ دِلالةً على الثبات والاستمرار وإيذاناً بأن من هذا حالُه لا يحوم حولَه شائبةُ السفاهةِ والكذب .