{ أبلغكم رسالات ربي } أي : أؤدي إليكم ما أرسلني به من أوامره ونواهيه وشرائعه وتكاليفه { وأنا لكم ناصح } أي : فيما آمركم به من عبادة الله تعالى { أمين } أي : مأمون على تبليغ الرسالة وأداء النصح والأمين الثقة على ما ائتمن عليه .
فإن قيل : لم قال نوح : وأنصح لكم بصيغة الفعل وقال هود : وأنا لكم ناصح بصيغة اسم الفاعل ؟ أجيب : بأنّ صيغة الفعل تدل على تجدده ساعة بعد ساعة وكان نوح يدعو قومه ليلاً ونهاراً كما أخبر الله تعالى عنه بقوله : { رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً } ( نوح ، 5 ) فلما كان ذلك من عادته ذكره بصيغة الفعل فقال : { وأنصح لكم } وأمّا هود فلم يكن كذلك بل كان يدعوهم وقتاً دون وقت فلهذا قال : { وأنا لكم ناصح أمين } .
فإن قيل : مدح الذات بأعظم صفات المدح غير لائق بالعقلاء ؟ أجيب : بأنه فعل هود ذلك لأنه كان يجب عليه إعلام قومه بذلك ومقصوده الرد عليهم في قولهم : { وإنا لنظنك من الكاذبين } فوصف نفسه بالأمانة وأنه أمين في تبليغ ما أرسل به من عند الله وفيه دليل على جواز مدح الإنسان نفسه في موضع الضرورة إلى مدحها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.