روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{أُبَلِّغُكُمۡ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَأَنَا۠ لَكُمۡ نَاصِحٌ أَمِينٌ} (68)

وقوله تعالى : { أُبَلّغُكُمْ رسالات رَبّى } على طرز ما في قصة نوح عليه السلام . وقرأ أبو عمرو { أُبَلّغُكُمْ } بالتخفيف من الإفعال { وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ } معروف بالنصح والأمانة مشهور بين الناس بذلك فما حقي أن أتهم بشيء مما ذكرتموه ؛ وعلى هذا لا يقدر للوصفين متعلق ، ويحتمل تقديرهما أي ناصح لكم فيما أدعوكم إليه أمين على ما أقول لكم لا أكذب فيه ، وعلى الأول كما قال الطيبي فالجملة مستأنفة وقعت معترضة ، وعلى الثاني حالية ، وفي العدول عن الفعلية إلى الاسمية ما لا يخفى . ولعل التعبير بها هنا وبالفعلية فيما تقدم لتجدد النصح من نوح دون هود عليهما السلام .