المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ ٱلسَّيِّئَةَۚ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} (96)

96- استمر في دعوتك وقابل إساءتهم بالعمل الذي هو أحسن من العفو أو غيره ، ونحن عالمون تماماً بما يصفونك به ، ويصفون دعوتك من سوء وافتراء ، وسنجازيهم عليه .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ ٱلسَّيِّئَةَۚ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} (96)

53

فأما حين نزول هذه السورة - وهي مكية - فكان منهج الدعوة دفع السيئة بالتي هي أحسن ؛ والصبر حتى يأتي أمر الله ؛ وتفويض الأمر لله :

( ادفع بالتي هي أحسن السيئة . نحن أعلم بما يصفون ) .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ ٱلسَّيِّئَةَۚ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} (96)

ثم قال مرشدًا له إلى التِّرْياق النافع في مخالطة الناس ، وهو الإحسان إلى من يسيء ، ليستجلب خاطره ، فتعود عداوته صداقة وبغضه محبة ، فقال : { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ } ، وهذا كما قال في الآية الأخرى : { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ . وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } [ فصلت : 34 ، 35 ] : أي ما يلهم هذه الوصية أو الخصلة{[20656]} أو الصفة { إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا } أي : على أذى الناس ، فعاملوهم بالجميل مع إسدائهم إليهم القبيح ، { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } أي : في الدنيا والآخرة .


[20656]:- في ف : "الخصلة أو الوصية".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ ٱلسَّيِّئَةَۚ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} (96)

وقوله { ادفع بالتي هي أحسن } الآية أمر بالصفح ومكارم الأخلاق وما كان منها ، لهذا فهو حكم باق في الأمة أبداً{[8539]} وما كان فيها من معنى موادعة الكفار وترك التعرض لهم والصفح عن أمورهم فمنسوخ بالقتال ، وقوله { نحن أعلم بما يصفون } يقتضي أنها آية موادعة ، وقال مجاهد «الدفع بالتي هي أحسن » هو السلام يسلم عليه إذا لقيه ، وقال الحسن : والله لا يصيبها أحد حتى يكظم غيظه عما يكره .

قال الفقيه الإمام القاضي : هذه الطرفان{[8539]} وفي هذه عدة للنبي صلى الله عليه وسلم أي اشتغل بهذا وكل تعذيبهم والنقمة منهم إلينا .


[8539]:نقل القرطبي معنى هذه الآية عن ابن عطية دون أن يشير إليه، وهذه الجملة عنده جاءت في عبارة أوضح، نصها: "فما كان منها لهذه الأمة فيما بينهم فهو محكم باق في الأمة أبدا"، ونعتقد أنها هي العبارة الصحيحة لابن عطية.