الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ ٱلسَّيِّئَةَۚ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} (96)

قوله تعالى ذكره : { ادفع بالتي هي أحسن السيئة }[ 96 ] إلى قوله : { ولا يتساءلون }[ 102 ] .

أي : ادفع يا محمد فعل هؤلاء المشركين بالخلة التي هي أحسن ، وذلك الإغضاء والصفح عن جهلهم ، والصبر على أذاهم ، وهذا قبل أن يأمره بحربهم . فهو منسوخ بالأمر بالقتال{[47622]} .

والسيئة هنا هي أذى المشركين إياه ، وتكذيبهم له .

قال مجاهد{[47623]} : معناه : أعرض عن أذاهم إياك .

وروي عنه أنه قال : هو السلام{[47624]} يسلم عليهم إذا لقيهم .

ثم قال : { نحن أعلم بما يصفون }[ 97 ] .

أي : ما يصفون الله به جل ذكره من السوء ، وهو مجازيهم عليه .


[47622]:انظر: الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 34.
[47623]:انظر: جامع البيان 18/51.
[47624]:ز: المسلم.