فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ ٱلسَّيِّئَةَۚ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} (96)

وقيل قد أراه الله سبحانه ذلك يوم بدر ويوم فتح مكة ثم أمره سبحانه بالصبر إلى أن ينقضي الأجل المضروب فقال :

{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ } أي ادفع بالخصلة التي هي أحسن من غيرها وهي الصفح والإعراض عما يفعله الكفار من الخصلة السيئة وهي الشرك ، قيل وهذه الآية منسوخة بآية السيف وقيل هي في حق هذه الأمة فيما بينهم منسوخة في حق الكفار .

قال مجاهد : أي أعرض عن أذاهم إياك ، وقال عطاء : ادفع بالسلام وعن أنس قال : هو قول الرجل لأخيه ما ليس فيه فيقول : إن كنت كاذبا فأنا أسأل الله أن يغفر لك وإن كنت صادقا فأنا أسأل الله أن يغفر لي .

{ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ } إياك به مما أنت على خلافه أو بما يصفون من الشرك والتكذيب وفي هذا وعيد لهم بالعقوبة ،