الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ ٱلسَّيِّئَةَۚ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} (96)

وقوله سبحانه : { ادفع بالتي هِيَ أَحْسَنُ السيئة } [ المؤمنون : 96 ] .

أمْرٌ بالصفح ومكارِمِ الأخلاق ، وما كان منها لهذا فهو مُحْكَمٌ باقٍ في الأُمَّةِ أبداً ، وما كان بمعنى الموادعة فمنسوخ بآية القتال .

وقوله : { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ } يقتضي أَنَّها آية مُوَادَعَةٍ ، وقال مجاهد : الدفع بالتي هي أحسن : هو السلامُ ، تُسَلِّمُ عليه إذا لَقِيتَه ، وقال الحسن واللَّه لا يُصِيبُهَا أَحَدٌ حَتَّى يَكْظِمَ غيظه ، وَيَصْفَحَ عَمَّا يكره ، وفي الآية عِدَةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم ، أي : اشتغل أنت بهذا وكل أمرهم إلينا