البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ ٱلسَّيِّئَةَۚ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} (96)

ثم أمره تعالى بحسن الأخلاق والتي هي أحسن شهادة أن لا إله إلاّ الله و { السيئة } الشرك .

وقال الحسن : الصفح والإغضاء .

وقال عطاء والضحاك : السلام إذا أفحشوا .

وحكى الماوردي : { ادفع } بالموعظة المنكر والأجود العموم في الحسنى وفيما يسوء و { التى هِىَ أَحْسَنُ } أبلغ من الحسنة للمبالغة الدال عليها أفعل التفضيل ، وجاء في صلة التي ليدل على معرفة السامع بالحالة التي هي أحسن .

قيل : وهذه الآية منسوخة بآية السيف .

وقيل : هي محكمة لأن المداراة محثوث عليها ما لم يؤد إلى ثلم دين وإزراء بمروءة .

{ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ } يقتضي أنها آية موادعة ، والمعنى بما يذكرون ويصفونك به مما أنت بخلافه .