إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ ٱلسَّيِّئَةَۚ نَحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} (96)

{ ادفع بالتي هي أَحْسَنُ السيئة } وهو الصَّفحُ عنها والإحسانُ في مقابلتِها لكن لا بحيثُ يؤدِّي إلى وَهَن في الدِّينِ . وقيل : هي كلمةُ التَّوحيدِ والسَّيئةُ الشِّركُ . وقيل : هو الأمرُ بالمعروفِ والسَّيئةُ المنكرُ وهو أبلغُ من : ادفعْ بالحسنةِ السَّيئةَ لما فيه من التَّنصيصَ على التَّفضيلِ . وتقديمُ الجارِّ والمجرورِ على المفعول في الموضعينِ للاهتمامِ { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ } أي بما يصفونَك به أو بوصفِهم إيَّاك على خلافِ ما أنتَ عليه وفيه وعيدٌ لهم بالجزاءِ والعُقوبة وتسليةٌ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم وإرشادٌ له عليه السَّلامُ إلى تفويضِ أمرِه إليه تعالى .